- السبت، ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥
- إتصل بنا
د. نادر على
في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، تتألق مكتبة العاصمة كأحد أبرز الصروح الثقافية التي تعكس رؤية مصر الحديثة في بناء الإنسان قبل العمران. فهي ليست مجرد مبنى ضخم، بل مدينة معرفية متكاملة تجمع بين الحداثة في التصميم والعمق في المضمون.
صُممت المكتبة بطراز معماري حديث يجمع بين الجمال والوظيفة، وتضم ملايين الكتب والمراجع بعدة لغات، إلى جانب أرشيف رقمي متطور يتيح للباحثين والقراء الوصول إلى أهم قواعد البيانات العالمية.
ولا تقتصر المكتبة على قاعات المطالعة فحسب، بل تحتضن مسرحًا للندوات، صالات للمعارض، أجنحة للأطفال، وأخرى مهيأة لذوي الهمم، لتصبح منبرًا ثقافيًا مفتوحًا أمام مختلف الفئات.
هذا المشروع الثقافي يعكس الامتداد التاريخي للإرث المصري العريق منذ مكتبة الإسكندرية القديمة وحتى مكتبة الإسكندرية الحديثة، ليؤكد أن مصر ستظل منارة إشعاع حضاري وفكري، ومركزًا للحوار الثقافي الدولي، حيث تستضيف فعاليات فكرية وفنية تجمع المبدعين من أنحاء العالم.
إن افتتاح مكتبة العاصمة يمثل أكثر من إنجاز معماري؛ فهو رسالة حضارية واضحة بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الثقافة والمعرفة، وأن الاستثمار في العقول لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية. هنا تُكتب ملامح مصر الجديدة، وطن يضع الثقافة في قلب مشروعه الوطني ليصنع مستقبلًا يليق بتاريخه
التعليقات الأخيرة