- الاثنين، ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤
- إتصل بنا
إسلام صلاح
في ليلة رائعة، في أحد المقاهي الساحرة، كانت الأجواء مفعمة بالراحة والجمال. كانت الأضواء المتلألئة في آلاف المنازل تعكس بريقها في السماء، مما أضفى على الليل ضبابية ساحرة.
في هذه الليلة، دعتني أختي وعائلتنا لتناول العشاء في مقهى مميز. بمجرد دخولنا، كانت روعة الديكور تلفت الأنظار؛ المقهى كان يبدو وكأنه مكان مثالي للاحتفال بعيد ميلاد أو إقامة حفل زفاف.
كوني أحب التصوير، استغليت الفرصة لألتقط بعض الصور لهذه الأجواء الجميلة. ومع مرور الوقت، بدأت أشعر بأن صاحب هذا المكان قد بذل جهدًا كبيرًا في تصميمه، حيث يمكن للضيوف أن يشعروا بالاسترخاء والسعادة حقًا عند تناول الطعام فيه.
عندما تجتمع الأسرة في مكان مريح ويتناولون العشاء معًا بسعادة، نجد أن السعادة ليست بعيدة بل هي حولنا وأمامنا. يُقال إن السعادة تتمثل في الاعتزاز بالحاضر والعيش فيه والاستمتاع بكل لحظة. إنها كلمات بسيطة، ولكن من يطبقها بالفعل يعيش حياة مشرقة.
قد قال أحد المؤلفين الذين يطلقون على أنفسهم "الكسلان"، إن الحياة مليئة بالتحديات، ونعتقد دائمًا أن السعادة تكمن في تحقيق ما نسعى إليه، لكننا ننسى الاستمتاع بالحاضر. في النهاية، نجد أن جمال الماضي كان مخفيًا خلف ذكريات مضت، لا يمكن أن نجدها مرة أخرى.
من وجهة نظر أرسطو، الفيلسوف العظيم، الفضيلة هي صفة تحقيق التوازن بين طرفين متناقضين. فالسعادة الحقيقية لا تُختزل في الثروة أو النجاح المادي فقط، بل هي ناتجة عن العيش بفضيلة والتفكير العميق. السعادة تتطلب وجود الآخرين، فهي ليست مجرد حالة عاطفية بل هي تعبير عن العلاقات الجيدة التي نطورها مع من حولنا.
بشكل عام، السعادة تعتمد على تحقيق احتياجات أساسية مثل الغذاء، الملبس، الأمان، والسلامة. بالإضافة إلى ظروف معيشية تتيح للإنسان أن يشعر بالرضا والفرح. من المهم أن ندرك أن السعادة لا تعتمد على المال بقدر ما تعتمد على الرضا الداخلي والشعور بالفرح.
بالنسبة لي، كانت هذه الليلة مثالاً حقيقيًا للسعادة. مجرد تناول وجبة مع عائلتي جعلني أشعر بالفرح والرضا. إذا قضى الإنسان حياته في جمع المال دون الاستمتاع بالحاضر، فسيجد نفسه في النهاية شخصًا ثريًا ولكنه حزين، لم يستمتع بحياته ولا يمكنه أخذ ثروته معه بعد الموت.
السعادة تعني أن نعتز بالحاضر، ونعيش فيه بكل تفاصيله، ونستمتع به بكل لحظة. أتمنى لكم يومًا مليئًا بالسعادة والرضا.
التعليقات الأخيرة