سماح إبراهيم
في ركنٍ منسي من ذاكرة الفن، تقف سيرة الفنانة رجوات منصور شاهدة على أن الأدوار الصغيرة قد تخفي وراءها قلوباً عظيمة. ابنة أسوان التي سخرت منها العيون، حملت في قلبها جمالاً حقيقياً، لم يظهر على الشاشة، لكنه تجلّى في أسمى صور العطاء.
من دور "توتو" في فيلم ليلة الدخلة، إلى أمٍ بديلة احتضنت 12 يتيماً وربتهم حتى صاروا أطباء ومهندسين، كتبت رجوات قصتها الخاصة بعيداً عن الأضواء. عملت في البيوت والمحلات لتكفل الأيتام، ومنحتهم حياة كريمة، قبل أن يحققوا لها حلمها الأخير: الحج وزيارة المدينة المنورة.
وهناك، ختمت حياتها بخاتمة كريمة؛ إذ وجدت ساجدة في الحرم النبوي، لتدفن في جواره وتصبح رمزاً خالداً للرحمة والتضحية.
قصة رجوات منصور تؤكد أن الفن لا يقتصر على الكاميرا والأضواء، بل يمتد إلى بطولة أعظم: بطولة إنسانية تعيش في ذاكرة من عرفوها، وتبقى درساً بليغاً للأجيال.
التعليقات الأخيرة