محمود الحسيني
وسط قلب محافظة المنيا، تقف منطقة الأشمونين الأثرية شاهدًا حيًا على تنوع الحضارات التي مرت على مصر عبر آلاف السنين، من العصر الفرعوني إلى اليوناني والروماني فالقبطي والإسلامي. إنها مدينة حملت اسم خمنو عند الفراعنة، وشمنو عند الأقباط، وهيرموبوليس عند الإغريق، لتبقى عاصمة عبادة الإله جحوتي، إله الحكمة والصدق.
تقع الأشمونين غرب النيل على بُعد 8 كيلومترات من ملوي، وقد عُرفت منذ الدولة الوسطى والحديثة بأنها مدينة الأحياء، في مقابل تونا الجبل التي عُرفت بمدينة الموتى. هذا التوزيع الفريد جعلها مركزًا دينيًا وثقافيًا بارزًا لمختلف العصور.
ورغم عوامل المناخ التي أثرت على آثارها، ما زالت الأشمونين تحتضن أهم الشواهد التاريخية، أبرزها أكبر تمثالين لقرد البابون، رمز الحكمة والمقدس لدى المصريين القدماء، والواقعين أمام معبد أمنحوتب الثالث. كما تضم بقايا معابد شهيرة مثل:
معبد جحوتي المعروف بـ"معبد الصدق".
معبد رمسيس الثاني.
معبد سيتي الثاني.
معبد فيليب أرهيديوس.
إضافة إلى البازيليكا اليونانية التي تحولت لاحقًا إلى كنيسة قبطية.
ولأنها عاصرت حضارات متعددة، تحولت الأشمونين إلى موسوعة مفتوحة تروي تاريخ المنيا القديمة، حيث اجتمع فيها الدين، والفن، والمعمار عبر آلاف السنين.
اليوم، تظل الأشمونين قبلةً لعشاق الآثار والباحثين عن أسرار مصر القديمة، فهي ليست مجرد أطلال صامتة، بل مدينة تنبض بالحياة حتى بعد آلاف السنين، حاملة رسالة خالدة عن عظمة الحضارة المصرية وقدرتها على التجدد.
التعليقات الأخيرة