كتبت سماح رجب
في واقعة صادمة أثارت قلقاً واسع النطاق داخل الأوساط الطبية والأمنية في الولايات المتحدة، كشفت لجنة من مجلس النواب الأمريكي عن مختبر بيولوجي غير مرخّص في مدينة ريدلي بولاية كاليفورنيا، يديره مواطن صيني يُدعى "جيا باي تشو"، والذي ينتظر حاليًا المحاكمة بعد اعتقاله في عام 2023.
التحقيق المكوّن من 42 صفحة، والذي صدر مؤخراً عن اللجنة، كشف عن وجود آلاف القوارير التي تحتوي على مواد بيولوجية شديدة الخطورة، بعضها يحمل ملصقات لمسببات أمراض قاتلة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، إيبولا، سارس-كوف-2 (كوفيد-19)، السل، الملاريا، الكلاميديا، والهربس. كما عُثر على فريزر مُجمّد يحمل علامة "إيبولا"، في صورة تثير المخاوف من حدوث تسريب أو إساءة استخدام محتملة.
الأكثر إثارة للدهشة هو وجود نحو 1000 فأر مُعدّل وراثيًا، الكثير منها في حالة صحية سيئة، مما يشير إلى تجارب بيولوجية غير قانونية قد تخرق القوانين الأمريكية والدولية.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فقد تم تحديد أكثر من 20 عاملاً معديًا في المختبر، مما يشكل تهديدًا محتملًا على الصحة العامة.
في الجانب المالي من القضية، أشار التقرير إلى تلقي "تشو" ملايين الدولارات عبر تحويلات بنكية غامضة من بنوك صينية، ما يثير الشكوك حول احتمال ارتباطه بالحزب الشيوعي الصيني. كما تلقت منشأة "بريستيج بيوتيك"، التي كانت تُشرف على المختبر، تمويلاً فيدراليًا بقيمة 150 ألف دولار ضمن أموال الإغاثة من جائحة كوفيد-19.
عملية التنظيف كانت ضخمة، إذ تضمنّت التخلص من أكثر من 5000 جالون من النفايات البيولوجية الخطرة. وعلى الرغم من إلغاء لائحة اتهام سابقة ضد تشو في عام 2024، إلا أنه لا يزال محتجزًا في انتظار محاكمة جديدة.
هذه الحادثة تثير تساؤلات مقلقة حول الرقابة على المختبرات البيولوجية، وسهولة استغلال الثغرات القانونية لتمويل أنشطة مشبوهة داخل الأراضي الأمريكية، إلى جانب القلق المتزايد من اختراقات أجنبية في قلب الأمن البيولوجي للولايات المتحدة.
التعليقات الأخيرة