كتبت سماح إبراهيم
في تصعيد هو الأعنف منذ أسابيع، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف فجر اليوم السبت سلسلة ضربات روسية هائلة، نُفذت باستخدام صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة هجومية، مما خلّف دماراً واسعاً في البنية التحتية السكنية والتجارية، وأدى إلى إصابة عدة مدنيين، بعضهم في حالة حرجة.
وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" سماع دوي انفجارات متتالية هزت أرجاء المدينة، في وقت هرع فيه السكان إلى محطات مترو الأنفاق التي تحوّلت إلى ملاجئ مؤقتة وسط حالة من الذعر والارتباك.
رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أعلن أن حطام طائرات مسيّرة سقط على مركز تجاري ومبنى سكني في حي أوبولون، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص، نُقل اثنان منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وامتدت آثار الهجوم إلى أربع مناطق رئيسية في المدينة، حيث سقطت شظايا صواريخ وطائرات مسيّرة تم اعتراضها، ما تسبب باندلاع حرائق ضخمة، لا سيما في حي "سولوميانسكي"، وسط محاولات مكثفة من فرق الإطفاء للسيطرة على النيران.
وقال الطبيب الأوكراني فلاديسلاف، الذي كان مناوباً خلال الهجوم: "كانت الليلة سيئة للغاية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لم تتوقف الانفجارات، وكان صوتها مرعباً."
وأثناء جهود الطوارئ، سُمعت أصوات طائرات مسيّرة من طراز "شاهد" الإيرانية الصنع وهي تحلق في سماء كييف، بينما أطلقت الدفاعات الجوية الأوكرانية نيرانها بكثافة لاعتراضها.
ويأتي هذا الهجوم بالتزامن مع إعلان موسكو وكييف عن بدء عملية تبادل أسرى واسعة النطاق، في خطوة بدت للوهلة الأولى وكأنها انفراجة محتملة في الصراع، إلا أن التصعيد الميداني أعاد التأكيد على هشاشة أي تقدم سياسي في ظل استمرار الأعمال العسكرية.
التعليقات الأخيرة