add image adstop
News photo

نادي بنها: حينما تتقاطع مسارات الفكر والجسد

 

كتبت خلود هيثم 

 

احتضنت حديقة نادي بنها الرياضي طقسًا سنويًا بات أشبه بميثاق خفي بين الأرض والسماء، حيث لم يكن الاحتفاء بالمتفوقين مجرد تكريم، بل إعلانًا عن فلسفة عميقة. ففي هذا الصرح الذي يتنفس عرق الرياضيين، تتجلى حقيقة أخرى: أن العقل والجسد وجهان لعملة واحدة، كلاهما يصنعان الانتصار.

 

بين حضور يمثل هيبة السلطة ورمزية الشباب، وقفت الدكتورة إيمان ريان، نائبة المحافظ، لتلقي بكلمات لم تكن مجرد تهنئة، بل إضاءة على جوهر الأشياء: أن التفوق ليس إنجازًا فرديًا، بل تجسيدًا لإرادة أمة تدرك أن ثروتها الحقيقية تكمن في العقول النيرة.

ومن خلفها، تحدث الدكتور وليد الفرماوي، بلسان الخبير الذي يرى ما لا يراه الآخرون، موضحًا أن النادي تجاوز كونه مكانًا للعب، ليصبح مختبرًا لتنمية الشخصية المتكاملة. إنه ليس مجرد تدريب على المهارات البدنية، بل تدريب على الإصرار واليقين بأن النجاح في أي ميدان هو نتاج للعزيمة التي تتشكل داخل الروح.

 

لم يكن الدكتور مصبح الكحيلي، رئيس النادي، يرى في هذا التكريم مجرد تقليد، بل إيمانًا راسخًا بأن كل درجة علمية هي بطولة لا تقل عن ميدالية ذهبية. إنها رسالة ضمنية، تُغرس في وعي الأجيال القادمة: أن طريق المجد لا يمر عبر مسار واحد، وأن العظمة تكمن في المزج بين قوة الجسد وذكاء العقل.

 

أما رضوى الشافعي، التي تشرف على هذا الحفل للمرة السادسة، فربما كانت تلمس في عيون هؤلاء الشباب شرارة لم تكن موجودة من قبل. إنها شرارة الوعي بأنهم ليسوا مجرد أرقام في قائمة الشرف، بل هم بذور تُزرع لتؤتي ثمارًا عظيمة في المستقبل، وشهود على أن ناديًا رياضيًا يمكنه أن يكون بوابة نحو آفاق لا تُرى.

 

لقد كانت ليلة فريدة، حيث اجتمع الآباء والأبناء في لحظة صدق نادرة، يتشاركون فيها إحساسًا عميقًا بالفخر. هو ليس فخرًا بتحقيق النجاح، بل فخرًا بالمسيرة التي أوصلت إليه. وفي حديقة النادي، حيث تتوارى الأضواء وتتوارى الأصوات، بقي سؤال معلقًا في الهواء: هل كان هذا التكريم نهاية لمرحلة، أم بداية لرحلة أكثر غموضًا وجمالًا؟

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى