سماح إبراهيم
في مشهد مؤلم هز قلوب أهالي بورسعيد، تحولت لحظات عادية داخل محل بسيط لوالد أحد الأطفال إلى مأساة مأساوية. طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، كان يساعد والده في متجره المتواضع، ليجد نفسه في مواجهة مباشرة مع مجرم لا يعرف للرحمة سبيلًا.
المجرم حاول سرقة المحل، لكن شجاعة الطفل وقفت حائلًا أمامه؛ رفض أن يُهان جهد والده أو يُسرق رزق أسرته. حاول الدفاع عن المكان ببراءة الأبطال الصغار، لكن الطعنات الغادرة باغتته وأسقطته أرضًا، ليفارق الحياة شهيدًا للأمانة والوفاء.
الأهالي الذين صُدموا من هول الحادثة تمكنوا من القبض على الجاني وتسليمه للشرطة، ليتبين أنه يعمل في محل مجاور وكان يترصد وجود الطفل بمفرده لتنفيذ جريمته البشعة.
رحل الطفل البريء بجرأة نادرة، تاركًا خلفه قصة بطولية سيخلدها أهالي منطقته وكل من سمع بها. قصة تقول إن الشرف لا عمر له، وإن الأمانة أحيانًا تكلّف حياتنا، لكنها تجعلنا خالدين في الذاكرة.
رحم الله الطفل وألهم ذويه الصبر، ويبقى القصاص العادل مطلبًا لا بديل عنه حتى تهدأ قلوب محبيه.
-
التعليقات الأخيرة