سماح إبراهيم
تزخر كرة القدم المصرية بأسماء خالدة صنعت مجد الساحرة المستديرة، ويأتي اسم حسن مختار في مقدمة هؤلاء، فهو "ملك الثلاث خشبات" وحارس الدراويش الأسطوري، الذي لم يكتفِ بالتألق في المستطيل الأخضر بل تحول لاحقاً إلى صانع أبطال ومدرب لحراس مرمى أصبحوا نجوم مصر الكبار.
وُلد حسن مختار في 26 يناير 1944 بمدينة بور فؤاد بمحافظة بورسعيد، وبدأ مسيرته مع نادى بور فؤاد موسم 1963/1964 قبل أن ينتقل إلى نادى القناة. ورغم أن القناة كان يلعب بدورى الدرجة الثانية وقتها، إلا أن موهبة حسن مختار الاستثنائية دفعت به سريعاً إلى قمة الشهرة، حتى أصبح اللاعب الوحيد من الدرجة الثانية الذي ينضم لمنتخب مصر، قبل أن يقود فريقه مجدداً للصعود إلى الدوري الممتاز عام 1967.
دخل مختار تاريخ الكرة المصرية من أوسع أبوابه، ليس فقط كحارس مرمى بارع، بل كمدرب صنع جيلاً من الأساطير، فقد أشرف على تدريب عمالقة المرمى مثل: ثابت البطل، إكرامي الكبير، عادل المأمور، أحمد شوبير، نادر السيد، عصام الحضري الذي كان أول من اكتشفه، وصولاً إلى شريف إكرامي وغيرهم الكثير ممن حملوا راية الحراسة المصرية لعقود طويلة.
شارك حسن مختار في إعداد المنتخب القومي لعدة بطولات دولية، بينها 4 دورات لكأس العالم للشباب والمنتخبات، كما كان أحد أركان تتويج مصر بكأس الأمم الإفريقية عام 1986. أما على صعيد الأندية، فقد ساهم في حصد بطولات محلية وعربية أبرزها لقب الدوري الممتاز مع الإسماعيلي موسم 1990 ولقب الدوري الإماراتي مع نادي الشارقة.
حظي مختار بتقدير رسمي واسع، حيث نال وسام الرياضة من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970، ثم وساماً مماثلاً من الرئيس السادات عام 1973، قبل أن يكرمه الرئيس مبارك لاحقاً بعد الفوز بكأس الأمم الإفريقية. كما حصل على شهادات تكريم من مؤسسات رياضية عربية ودولية.
وعلى الصعيد الشخصي، ارتبط حسن مختار بقصة حب وزواج من الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي، التي التقاها لأول مرة في السودان أثناء عرض مسرحي لخالتها تحية كاريوكا، لتبدأ رحلة زواج ناجحة استمرت حتى رحيله.
في 5 مارس 2016، رحل ملك الثلاث خشبات عن عالمنا، لكنه ترك إرثاً رياضياً وإنسانياً عظيماً، سيظل محفوراً في ذاكرة كرة القدم المصرية، ليبقى نموذجاً يحتذى به للأجيال القادمة من اللاعبين والمدربين.
التعليقات الأخيرة