سماح إبراهيم
في تصعيد ميداني لافت، كثفت القوات الروسية هجماتها على مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، مركزةً على البنية التحتية الحيوية وطرق النقل، وفقاً لتقارير شبكة CNN. وتأتي هذه التحركات كجزء من استراتيجية عسكرية تهدف إلى تقويض قدرة القوات الأوكرانية على الصمود في المدينة، مع مؤشرات واضحة على نية روسيا استعادة السيطرة عليها.
أحد أبرز الأهداف الروسية تمثل في الجسر الذي يربط جزيرة كورابيل بمدينة خيرسون بالبر الرئيسي، حيث سعت موسكو إلى تقسيم المدينة إلى شطرين عبر تدمير هذا الجسر الحيوي. وفعلاً، أسفرت سلسلة من الغارات الجوية يوم الأحد عن إلحاق أضرار كبيرة بالجسر، ما دفع السلطات الأوكرانية إلى تنفيذ عملية إجلاء شاملة لنحو 1800 مدني من سكان الجزيرة.
في خطوة نادرة، لم تستهدف الطائرات المُسيّرة الروسية أرتال الإجلاء خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما أثار تساؤلات حول وجود توجيهات تكتيكية محددة أو رسائل سياسية ضمنية خلف هذا "الاستثناء" غير المألوف.
ووفقاً لتقييمات عسكرية نقلتها CNN، يُعد هذا الضغط المتزايد على خيرسون مؤشراً على رغبة روسيا في فرض سيطرتها مجدداً على المدينة والمناطق المحيطة بها. السلطات المحلية بدورها أكدت أن استهداف البنية التحتية ومحاولة شل الحركة في الجنوب قد يُمهّدان لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري الروسي في المحور الجنوبي.
وبينما يستمر التوتر على الأرض، يترقب المراقبون ما إذا كانت هذه الهجمات مقدمة لهجوم بري موسّع، أو جزءًا من سياسة استنزاف طويلة الأمد.
التعليقات الأخيرة