كتبت سماح إبراهيم
في تطور لافت للموقف الأوروبي تجاه الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، أعلنت فرنسا استعدادها للمشاركة في توزيع المساعدات الإنسانية، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، بشرط واضح وصريح: وقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع.
جاء هذا الإعلان على لسان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال مقابلة أجراها مع قناة LCI الفرنسية، حيث أكد أن بلاده، ومعها أوروبا، مستعدة لتأمين وصول المواد الغذائية والطبية إلى المحتاجين في غزة، في ظل تزايد أعداد الضحايا المدنيين قرب نقاط توزيع المساعدات.
وقال بارو: "لا يمكن المخاطرة بحياة الناس من أجل الحصول على كيس من الدقيق. نحن مستعدون للمساعدة بشرط وقف الهجوم، لأن الكرامة الإنسانية لا يجب أن تكون محل تفاوض أو مساومة."
الوزير أشار إلى أن كثيرًا من المدنيين قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، وهو ما يبرز حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة. وأضاف أن هذا التعاون الأوروبي المقترح يهدف إلى حل الإشكالية الأمنية التي تخشاها إسرائيل، والمتمثلة في إمكانية استغلال الجماعات المسلحة للمساعدات.
كما جدد بارو التأكيد على موقف بلاده الداعم لحل الدولتين، مطالبًا بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وضمان حرية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود.
من جهته، نفى الجيش الإسرائيلي أن يكون قد أطلق النار على مدنيين ينتظرون المساعدات، مشيرًا إلى أن تحقيقًا داخليًا جارٍ بشأن الحوادث التي تم الإبلاغ عنها مؤخرًا.
فرنسا بهذه المبادرة تسعى إلى تقديم حل عملي للتخفيف من الأزمة الإنسانية، وتؤكد على ضرورة التوصل إلى تهدئة تضمن حماية المدنيين وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي لإنهاء النزاع.
التعليقات الأخيرة