كتبت سماح إبراهيم
في تصعيد غير مسبوق منذ أسابيع، نفّذ الجيش الروسي ليلة أمس هجومًا جويًا واسع النطاق استُخدمت فيه نحو 537 صاروخًا وطائرة مسيّرة من طرازات مختلفة، مستهدفًا عدة مناطق أوكرانية في عملية توصف بأنها من بين الأكبر خلال العام الجاري.
ووفقًا للمصادر الأوكرانية، شملت الضربات الروسية مدنًا رئيسية مثل كريمنشوك وبولتافا ودنيبرو وميكولايف، بالإضافة إلى بلدات في منطقة إيفيف، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة طوال الليل، وتضررت عدة منشآت مدنية وصناعية.
الهجوم، الذي جاء بعد أيام من تصاعد التوترات العسكرية على الجبهة الشرقية، اعتُبر رسالة روسية واضحة تعكس نية موسكو في فرض مزيد من الضغط الميداني، في ظل استمرار الدعم الغربي لكييف وتباطؤ جهود التفاوض السياسي.
ولم تُعلن أوكرانيا حتى اللحظة عن الحصيلة الكاملة للخسائر البشرية والمادية، إلا أن تقارير ميدانية تحدثت عن سقوط ضحايا ودمار واسع في بعض المواقع المستهدفة، خاصة في مدينة كريمنشوك التي تضم منشآت صناعية حيوية.
من جهتها، أكدت مصادر دفاعية أوكرانية أن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض عدد كبير من المسيرات والصواريخ، لكنها لم تستطع صد الهجوم بالكامل بسبب كثافته وتنوع اتجاهاته.
ويُعد هذا الهجوم جزءًا من استراتيجية روسية تعتمد على الضربات المكثفة المركّبة لخلخلة البنية التحتية الأوكرانية، واستنزاف القدرات الدفاعية لكييف، بالتزامن مع معارك ميدانية مستمرة على عدة محاور في الشرق والجنوب.
الهجوم يفتح باب التساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة من الحرب، خصوصًا مع تزايد المؤشرات على استعداد موسكو لخوض موجة تصعيد جديدة، بينما تواصل الدول الغربية تعزيز الدعم العسكري لكييف في محاولة لصد التقدم الروسي.
التعليقات الأخيرة