- الأربعاء، ٣ سبتمبر ٢٠٢٥
- إتصل بنا
كتب د. نادر على
في تطور مفاجئ خفّض من حدة التوتر في أسواق الطاقة العالمية، تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم الثلاثاء لتسجل أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق نار شامل بين إيران وإسرائيل، ما هدّأ مخاوف المستثمرين بشأن تعطل الإمدادات من منطقة الخليج.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضًا بنسبة 2% ليصل إلى 67.13 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام برنت القياسي بنسبة 1.8% ليسجل 67.17 دولارًا للبرميل، وسط تداولات آسيوية تأثرت بالإعلان السياسي المفاجئ.
هدنة سياسية تهدئ الأسواق.. ولكن إلى متى؟
جاء الإعلان مساء الاثنين على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا التوصل إلى "وقف إطلاق نار كامل" بين الطرفين، وسط ترحيب دولي حذر، وآمال باستمرار الهدوء. الإعلام الإيراني بدوره وصف الاتفاق بأنه "فرضٌ على العدو"، في تعبير يعكس استمرار التوترات رغم وقف الأعمال العدائية.
وكانت الأسواق قد شهدت خلال الأيام الماضية حالة من الهلع أدت إلى قفزات حادة في الأسعار، بعد سلسلة من التصعيدات العسكرية التي بلغت ذروتها بهجوم صاروخي إيراني استهدف قواعد أمريكية في قطر، ما أدى إلى أكبر خسارة يومية في أسعار النفط منذ عام 2022.
تقلبات غير مسبوقة وأسواق مضطربة
يوم الإثنين وحده، هبط خام غرب تكساس بنسبة 7.2% ليستقر عند 68.51 دولارًا، فيما تراجع خام برنت إلى 71.48 دولارًا، في جلسة اتسمت بتقلبات شديدة بين مخاوف من اتساع رقعة النزاع وآمال التهدئة التي تبلورت لاحقًا.
وكانت أسعار النفط قد قفزت أكثر من 10% منذ اندلاع المواجهات، وسط قلق واسع من تعطل إمدادات الطاقة من مضيق هرمز، الممر البحري الأهم للنفط عالميًا.
نظرة إلى المستقبل: هل انتهى الخطر فعلاً؟
ورغم التراجع الحالي، يحذر محللون من أن الهدنة السياسية قد تكون هشة، ما يُبقي أسواق الطاقة في حالة ترقّب دائم. كما أن تداعيات الهجوم الصاروخي الأخير، واحتمالية الردود غير المعلنة، لا تزال تشكل عنصرًا ضاغطًا على نفسية السوق.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى أنظار المستثمرين معلقة ليس فقط على الالتزام بالاتفاق المعلن، بل على قدرة الدول الكبرى على ضمان استمرار تدفق الطاقة دون اضطراب.
التعليقات الأخيرة