add image adstop
News photo

اعتقال وزير الأمن الأسبق "سيلسو جامبوا" بتهمة الاتجار الدولي بالمخدرات

 

 

كتبت سماح إبراهيم 

 

في خطوة غير مسبوقة تهزّ أركان النظام السياسي في كوستاريكا، أعلنت السلطات القضائية القبض على الوزير السابق والقاضي البارز سيلسو جامبوا، البالغ من العمر 49 عامًا، بتهمة التورط في الاتجار الدولي بالمخدرات، وذلك تمهيدًا لتسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ويأتي هذا التطور المفاجئ بعد تعديل دستوري تاريخي أقرّته كوستاريكا مؤخرًا، يسمح للمرة الأولى بتسليم المواطنين المتهمين بجرائم تتعلق بالإرهاب أو المخدرات، وهو ما مهد الطريق قانونيًا لاعتقال جامبوا، أحد أبرز الأسماء في تاريخ الدولة الحديث.

 

من رجل قانون إلى مطلوب دوليًا

 

كان جامبوا قد تقلد مناصب حساسة في الدولة، أبرزها رئيس مديرية الاستخبارات والأمن، ووزيرًا للأمن عام 2014، ثم نائبًا للمدعي العام وقاضيًا في المحكمة العليا. لكن خلف هذه السيرة اللامعة، كانت هناك شبكة من الاتهامات تدور في الخفاء، حتى جاء إعلان وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) ليؤكد أن الوزير السابق متورط في تسهيل مرور شحنات مخدرات كبرى عبر كوستاريكا نحو الولايات المتحدة، وخاصة إلى ولاية تكساس.

 

وقال "راندال زونيجا"، مدير وكالة التحقيق القضائي في كوستاريكا، إن عملية الاعتقال جاءت "بناء على طلب أمريكي رسمي"، مؤكدًا أن "ما حدث هو مجرد البداية، وهناك سلسلة من الاعتقالات قادمة لشخصيات ذات نفوذ".

 

كوستاريكا تفقد لقب "واحة السلام"

 

وتعكس هذه القضية التحولات الخطيرة التي شهدتها كوستاريكا خلال الأعوام الأخيرة، إذ تحولت من بلد يُعرف بالاستقرار إلى نقطة ساخنة على خريطة تهريب المخدرات. ففي عام 2023، سجلت البلاد أعلى معدل جرائم قتل في تاريخها الحديث، متأثرة بما وصفه الخبراء بـ"مكسكة" الجريمة، في إشارة إلى النفوذ المتزايد لعصابات المخدرات المكسيكية والكولومبية.

 

وأقر وزير الأمن الحالي "ماريو زامورا" أن الجريمة المنظمة قد اخترقت مؤسسات الدولة، مضيفًا: "من يعتقد أن السلطة تحميه من العقاب مخطئ.. زمن الحصانة انتهى".

 

إلى أين تتجه كوستاريكا؟

 

تكشف هذه القضية مدى هشاشة الوضع الأمني في كوستاريكا، كما تضع النظام السياسي تحت مجهر المراجعة، خاصة بعد تقارير تحدثت عن تفاوض الحكومة مع عصابات لتقليل العنف، في خطوة أثارت الكثير من الجدل داخليًا وخارجيًا.

 

يبقى السؤال: هل يكون اعتقال "جامبوا" نقطة تحول حقيقية في مواجهة الجريمة المنظمة، أم مجرد حلقة في سلسلة من الفضائح التي تهدد بإغراق كوستاريكا أكثر في مستنقع الفساد والعنف؟

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى