كتبت سماح إبراهيم
في تصعيد مأساوي للنزاع المسلح في السودان، قُتل أكثر من 40 شخصًا بينهم أطفال وعاملون في مجال الرعاية الصحية، إثر هجوم استهدف مستشفى المجلد في ولاية غرب كردفان يوم السبت الماضي. هذا الهجوم الذي وقع بالقرب من خط المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، يُعد من أبشع الجرائم التي ضربت البنية التحتية الصحية في البلاد منذ اندلاع النزاع.
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تصريحاته الثلاثاء، إن الهجوم على المستشفى يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وناشد جميع الأطراف بوقف هذه الأعمال العدائية التي تستهدف المنشآت الطبية والجرحى المدنيين. وأكد غيبريسوس أن ضرب المستشفيات لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، مشدداً على ضرورة حماية العاملين الصحيين الذين يعملون في ظروف صعبة للحفاظ على حياة المتضررين من النزاع.
ويعاني سكان أم درمان والمناطق المحيطة من تفاقم الأزمة الإنسانية جراء النزاع المستمر، حيث أظهرت مشاهد توزع نساء سودانيات وجبات الطعام على المحتاجين الذين يعانون من الجوع والنزوح القسري. ويشكل هذا الهجوم تهديدًا مباشرًا على فرص العلاج والرعاية الطبية لسكان المناطق المتأثرة، حيث قلّصت الهجمات المتكررة من قدرة النظام الصحي الهش على مواجهة الكارثة الإنسانية.
في ظل غياب حل سياسي سريع، تتواصل معاناة المدنيين في السودان الذين يجدون أنفسهم بين نار القتال وجحيم الحرمان من أبسط مقومات الحياة. ويبدو أن وقف العنف وحماية المدنيين والمرافق الصحية أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حتى لا تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية لا يمكن السيطرة عليها.
التعليقات الأخيرة