كتب د. نادر على
في خطوة تُعد تحولًا محوريًا في مجال الطب والبحث العلمي داخل مصر، أعلنت القوات المسلحة المصرية عن تنفيذ أول تحليل كامل للجينوم البشري على أرض مصر، وبأيدٍ مصرية خالصة، في إنجاز يعكس تلاقي قوة العلم مع قوة الدولة.
التحليل الذي أجراه مركز البحوث الطبية والطب التجديدي التابع للقوات المسلحة بالتعاون مع جامعة القاهرة، يُعد الأول من نوعه محليًا، والثاني فقط عالميًا في مجاله، حيث ركز على مرض مناعي نادر يصيب الكلى وقد يؤدي إلى فشل كلوي.
وقد تم نشر نتائج هذا الإنجاز في واحدة من أرفع المجلات العالمية المتخصصة في علوم الجينات البشرية، التابعة لدار النشر العلمية العالمية "سبرينجر"، مما يعكس جودة البحث واعتراف المجتمع العلمي الدولي بأهمية الدراسة.
واعتمد الفريق البحثي على أحدث تقنيات التكنولوجيا الحيوية وتحليل البيانات، في إطار المشروع القومي "الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين"، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى بناء قاعدة بيانات جينية شاملة تساعد على فهم الخصائص الوراثية الفريدة للمصريين، وتحسين فرص التشخيص المبكر والعلاج الدقيق.
ويضم مركز البحوث الطبية واحدًا من أحدث معامل تحليل الجينوم في المنطقة، بالإضافة إلى أكبر بنك حيوي أوتوماتيكي في قارة إفريقيا، مما يؤهله ليكون مركزًا إقليميًا للتميّز في علوم الجينوم والطب الشخصي.
وفي سياق متصل، شارك المركز في المؤتمر العلمي الأول بعنوان (CODE YOUR SPORTS POTENTIAL)، حيث عرض نتائج المرحلة الأولى من مشروع "الجينوم الرياضي"، وأعلن عن انطلاق المرحلة الجديدة من اختبار (NEXT-GENE)، الذي يهدف إلى دراسة الصفات الوراثية التي تؤثر على الأداء البدني والقدرات الرياضية.
اللواء طبيب محمد عبدالسلام الجوهري، مدير المركز، أوضح أن هذا الإنجاز يأتي في إطار التزام القوات المسلحة بدعم المشروعات القومية في مجالي الصحة والبحث العلمي، تنفيذًا لرؤية القيادة السياسية في تطوير العنصر البشري، ودعم مكانة مصر كدولة رائدة في البحث العلمي والطب الحديث.
بهذا النجاح، تفتح مصر أبواب عصر جديد في الطب الجيني، وتُرسخ دورها كدولة قادرة على تحقيق الاكتفاء العلمي، والمنافسة في مجالات التكنولوجيا الحيوية على مستوى عالمي.
التعليقات الأخيرة