متابعة أشرف ماهر ضلع
جلود تُهدر وثروة تُستورد: مصر تفقد 40% من كنزها الحيواني سنوياً بسبب الذبح العشوائي وضعف الرقابة
رغم امتلاك مصر ثروة حيوانية تُذبح منها سنوياً أكثر من 4.2 مليون رأس ماشية، فإن نحو 40% من جلودها تُهدر ولا تُستثمر بالشكل الأمثل، وفق ما أكدته مصادر بصناعة الجلود لـ"العربية Business".
وكشف أحمد فارس، رئيس مدبغة الفرسان، أن أبرز أسباب هذا الفاقد تعود إلى الذبح خارج المجازر الرسمية وضعف جودة الجلود، بالإضافة إلى غياب الرقابة على تنفيذ قرار وزارة الزراعة رقم 72 لسنة 2017 الذي يمنع ذبح إناث الماشية دون وزن 400 كيلو.
ووفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تم سلخ 2.9 مليون جلد فقط داخل المجازر الرسمية بنهاية 2023 من أصل 4.2 مليون ذبيحة، ما يعني أن أكثر من 30% من الجلود ضاعت بين الذبح العشوائي وسوء الحفظ.
في الوقت ذاته، أكد عبدالرحمن الجباس، رئيس مدبغة الرواد، أن انتشار صكوك الأضاحي ساهم في تقليل نسبة الفاقد هذا العام، إذ أن 40% من الأضاحي تُذبح عبر جمعيات رسمية في مجازر منظمة، ما يحسن من جودة الجلود المستخلصة.
وتعاني مصر من تراجع في إنتاج الماشية منذ عام 2018، ما اضطر المدابغ إلى الاستيراد لتغطية احتياجاتها الصناعية، إذ تستورد مصر جلوداً بقيمة تصل إلى 40 مليون دولار سنوياً، رغم وجود فائض مهدر محلياً.
من جانب آخر، انخفضت أسعار الجلود خلال الأسابيع الماضية بنسبة 20% نتيجة زيادة المعروض في موسم الأضحى، وتراجع الطلب العالمي بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وتُصدر مصر حالياً الجلود إلى عدة أسواق منها تركيا وإيطاليا وتايلاند وإسبانيا، ويُتوقع أن يشهد موسم عيد الأضحى الحالي إنتاجًا يعادل نحو 75 يومًا من الإنتاج السنوي، وفق تصريحات حمدي أبو السعود، عضو غرفة دباغة الجلود.
وبينما تُعد مدينة الروبيكي نموذجًا حديثًا لتحسين جودة الجلود المصرية، يظل التحدي قائماً في ضبط الذبح العشوائي، وتفعيل الرقابة على تربية وتحصين الماشية، للحفاظ على هذه الثروة القومية التي تضيع هباءً كل عام.
التعليقات الأخيرة