- الأربعاء، ١٨ يونيو ٢٠٢٥
- إتصل بنا
كتبت سماح إبراهيم
شهدت مدينة بني براك في إسرائيل هجومًا صاروخيًا إيرانيًا هو الأول من نوعه منذ تأسيس الدولة عام 1948. هذا الهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية عابرة، بل جاء ليقلب مفاهيم ثابتة سادت لعقود طويلة، خاصة بين الأوساط الدينية اليهودية التي كانت تعتبر المدينة ملاذًا آمنًا بسبب كثرة المتدينين ووجود الحاخامات الذين يؤمنون بحماية التوراة.
لم يكن مجرد قصف عادي، بل كان رسالة واضحة أن حتى الأماكن التي تُعتبر مقدسة ومحميّة لا تسلم من تبعات الحرب الدينية والسياسية التي تتصاعد في المنطقة. الهجوم الإيراني على بني براك يكشف بوضوح مدى تغير قواعد الاشتباك، وكيف يمكن أن تتخطى الصراعات الحدود التقليدية، متجاوزة كل الحواجز الدينية والجغرافية.
الأضرار التي لحقت بالمدينة تعكس حجم التهديد الذي بات يشكله التصعيد العسكري الإيراني، وتعيد إلى الواجهة سؤال الأمن الشخصي والجماعي في مناطق كانت تُعتبر في الماضي خارج دائرة الخطر. هذا الحدث يفتح ملفًا جديدًا حول مدى هشاشة الأوضاع في الشرق الأوسط، ويؤكد أن الحرب الدينية والسياسية التي تخوضها إيران وإسرائيل في المنطقة قد دخلت مرحلة أكثر تعقيدًا وتصعيدًا.
في النهاية، يبقى سكان بني براك وعبرهم المجتمع الإسرائيلي أمام تحدي جديد يتطلب إعادة التفكير في استراتيجيات الحماية والأمن، وسط واقع يتغير بسرعة ويعيد رسم خريطة الصراعات بشكل جذري.
التعليقات الأخيرة