كتبت سماح إبراهيم
في وقت العالم كله بيبحث فيه عن مصادر طاقة آمنة ومستقرة، مصر قررت تلعب على الكبير.. مش بس تنتج كهرباء، لكن كمان تبني خطوط ربط كهربائي تربطها بقارات العالم، وتفتح لنفسها باب جديد للدخل القومي بـ"العملة الصعبة".
ليه أفريقيا؟ وليه دلوقتي؟
أفريقيا مش مجرد جغرافيا جنب مصر، دي سوق واعد بمليارات الدولارات، واحتياجات متزايدة في الطاقة، والصناعة، والبنية التحتية. ومصر شايفة الفرصة قبل غيرها. القارة السمراء بتعاني من فجوة كهرباء ضخمة، ومصر عندها فائض إنتاج، فليه ما تتحولش الطاقة دي لسلعة استراتيجية بتتباع وتتصدّر؟
خطة مصر.. من المنتج للمستهلك مباشرة
مصر بدأت فعلياً خطوط ربط كهربائي مع ليبيا والسودان، وده جزء من خطة أكبر هدفها تحويل مصر لمركز إقليمي لتبادل الطاقة بين 3 قارات: أفريقيا، آسيا، وأوروبا. نفس اللي حصل مع السعودية والأردن في آسيا، بيحصل دلوقتي مع السودان وليبيا، وقريباً هنشوف الربط الكامل مع قبرص واليونان في أوروبا.
الاستراتيجية هنا ذكية: مصر ما بتكتفيش بتصدير الكهرباء اللي بتنتجها، لكنها كمان بتبني دور الوسيط – تنقل كهرباء من دول لأخرى، تاخد عليها رسوم عبور، وتحول البنية التحتية لخطوط الربط الكهربائي نفسها لمصدر دخل بالدولار.
الربح في النقل قبل التصدير
فكرة الربط مش بس علشان مصر تبيع الكهرباء، لكن كمان تنقلها من مصدر لطرف محتاج.. زي كهرباء تيجي من آسيا أو أوروبا وتروح لأفريقيا عن طريق مصر. وكل كيلو واط بيتنقل عبر الشبكة المصرية، له مقابل مالي بيدخل خزينة الدولة. والعملة؟ أكيد بالدولار.
والنتيجة؟
كل ده معناه بند جديد في الناتج القومي المصري تحت اسم: "نقل وبيع الكهرباء". بند بيزيد من حصيلة العملة الأجنبية، ويقلل الضغط على الجنيه، ويدعم ميزان المدفوعات، ويدخل مصر رسميًا في نادي الدول اللي بتكسب من البنية التحتية.
الخلاصة:
مصر مش بس بتنتج كهرباء.. مصر بتعمل منها سياسة واقتصاد ودخل بالدولار. ومع كل سلك بيتمدّ في الصحراء أو فوق الأرض، بنقرب خطوة جديدة من حلمنا إننا نبقى مركز طاقة حقيقي يخدم قارات العالم التلاتة.
التعليقات الأخيرة