كتب د. نادر علة
بين كثبان الصحراء الغربية، وتحديدًا على عمق بعيد من الرمال التي طالما خبأت كنوزها، أعلنت شركة خالدة للبترول عن ثلاثة اكتشافات بترولية جديدة قد تُحدث "قلبان" حقيقي في مستقبل الطاقة المصري. ما تم اكتشافه ليس مجرد أرقام، بل هو بداية لمرحلة جديدة من الاعتماد على الموارد الوطنية كمصدر للعملة الصعبة وتعزيز الاقتصاد القومي.
12 مليون برميل.. بداية الحكاية
تقدّر الاحتياطات المكتشفة بحوالي 12 مليون برميل زيت مكافئ، منها ما يقارب 4 ملايين برميل كاحتياطي مسترجع. وبحسب تقييمات الإنتاج، يصل معدل التدفق اليومي إلى 2750 برميل زيت ومتكثفات، بالإضافة إلى 20 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. هذه الأرقام تضع مصر على أعتاب طفرة حقيقية في إنتاج الطاقة.
الطاقة تعني الدولار
الاكتشافات تأتي ضمن خطة متكاملة لوزارة البترول والثروة المعدنية، تهدف إلى تعظيم الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يوفّر على الدولة نحو 1.5 مليار دولار كل 6 أشهر، بدءًا من يناير 2025. وبفضل التعاون مع الشريك الأمريكي شركة أباتشي وتطبيق سياسات حوافز الأسعار، ارتفع إنتاج شركة خالدة من الغاز إلى 480 مليون قدم مكعب يوميًا، مع خطة للوصول إلى 500 مليون قريبًا.
استثمار مدروس.. وعائد مضمون
وزارة البترول لا تعمل بشكل عشوائي. بل أعلنت عن ورقة سياسات تحفيز الاستثمار، التي تتضمن تسهيلات وإعفاءات وضمانات للمستثمرين، ما دفع العديد من الشركات لضخ استثمارات جديدة في قطاع الطاقة. وتم طرح 13 فرصة استكشافية جديدة في البحر المتوسط، خليج السويس، والصحراء الغربية عبر بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج (EUG)، على أن يُغلق باب التقديم في 4 مايو 2025.
خريطة الفرص الجديدة:
البحر المتوسط: 7 حقول واعدة، منها "أتين"، "ميريت"، "نوتس"، و"سلامات".
الصحراء الغربية وخليج السويس: 6 مناطق منها "شمال شرق بئر النص"، "جنوب الفيوم"، و"شرق جيسوم".
الخلاصة:
مصر تتحرك بخطى واثقة نحو المستقبل، مسلّحة بالاكتشافات، والاستثمارات، والتخطيط الذكي. فكل برميل يخرج من باطن الأرض هو دولار جديد في خزينة الدولة، وكل متر مكعب من الغاز هو فرصة عمل، ومصدر دخل، ورسالة ثقة في الاقتصاد الوطني.
التعليقات الأخيرة