add image adstop
News photo

رمسيس الثاني: هل هو فرعون موسى؟ تبرئة تاريخية ودلائل جديدة

كتب_ سماح إبراهيم 

موضوع فرعون موسى يُعد من أكثر المواضيع المثيرة للجدل في التاريخ المصري القديم، حيث ربط العديد من الباحثين بين شخصية فرعون موسى والملك رمسيس الثاني. لكن في مقالنا هذا، سنحاول توضيح الأدلة التي تبرئ رمسيس الثاني من كونه فرعون موسى، استنادًا إلى الأدلة التاريخية والدينية. دعونا نبدأ في تحليل هذا الموضوع وتقديم التوضيحات المدعمة بالأدلة.

 

1. فرعون موسى كان عقيمًا: في القرآن الكريم، نجد في سورة القصص، قول زوجة فرعون (آسية بنت مزاحم): "قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ، لا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا." من هذا الحديث، يتضح أن فرعون وزوجته كانا يعانيان من عدم الإنجاب، حيث لم يكن لديهما أطفال، بينما رمسيس الثاني كان لديه أكثر من 100 طفل، ومن بينهم ابنه الملك مرنبتاح الذي تولى العرش بعده. هذا الفارق بين فرعون موسى و رمسيس الثاني يدحض الفكرة القائلة بأن رمسيس الثاني هو فرعون موسى.

 

2. قوة فرعون موسى: وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، كان فرعون موسى قويًا، وكان يطارد موسى من مدينة مصر حتى البحر الأحمر. ولكن، من المعروف أن رمسيس الثاني عاش حتى بلغ 93 عامًا وكان يعاني من بعض أمراض الشيخوخة، مثل خشونة في الركبة، مما يجعل من غير المنطقي أن يكون رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي كان قويًا لدرجة أنه تمكن من مطاردة موسى طوال هذه المسافة.

 

3. تدمير آثار فرعون: قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ" (القصص: 39). هذه الآية تشير إلى تدمير جميع آثار فرعون. ولكن رمسيس الثاني ترك وراءه العديد من الآثار والمعابد التي شيدها في جميع أنحاء مصر. هذه الإشارة إلى تدمير آثار فرعون لا تتماشى مع الإرث الكبير الذي تركه رمسيس الثاني.

 

4. فرعون ليس لقبًا ملكيًا: من المعروف أن "فرعون" هو اسم شخصي وليس لقبًا ملكيًا. كما ورد في القرآن: "وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ" (القصص: 38). يشير ذلك إلى أن فرعون كان اسمه الشخصي، بينما كان رمسيس الثاني يُدعى "رعمسيس مري أمون"، أي "محبوب آمون" أو "ابن رع"، وهو ليس اسمًا يشير إلى الألوهية أو ملكية مطلقة.

 

5. حدود مصر في عصر رمسيس الثاني: في عهد رمسيس الثاني، كانت حدود مصر تمتد من شمال سوريا حتى النوبة، وكان الجيش المصري منتشرًا في جميع أنحاء الإمبراطورية. ومن غير المنطقي أن يحدث هروب بني إسرائيل إلى أرض كنعان في هذا العصر، حيث كان الجيش المصري في تلك المناطق. إذا كان فرعون موسى هو رمسيس الثاني، لما كان من الممكن أن يحدث هذا الهروب.

 

6. عدم ذكر حادثة غرق فرعون في مصادر أخرى: رغم أن رمسيس الثاني كان أحد أشهر الحكام في التاريخ المصري القديم، لم تذكر أية مصادر تاريخية معاصرة له أو أعدائه حادثة غرقه كما ورد في القرآن الكريم. كان من المتوقع أن يذكر أعداء رمسيس الثاني، مثل الكوشيين أو الأشوريين أو الحيثيين، هذه الحادثة إذا كانت قد حدثت.

 

7. تفسير الملح في المومياء: ادعى البعض أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى استنادًا إلى وجود كميات كبيرة من الملح في موميائه. لكن الملح كان عنصرًا أساسيًا في عملية التحنيط وكان موجودًا في جميع المومياوات. لذلك، لا يمكن استخدامه كدليل قاطع على هوية فرعون موسى.

 

8. ادعاء الألوهية: قال فرعون في القرآن: "فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ" (النازعات: 24)، بينما كان رمسيس الثاني يعتبر نفسه "ابن الآلهة"، وهو لقب يُظهر احترامه لآلهة مصرية مثل رع وآمون، ولكنه لم يدّع الألوهية كما فعل فرعون موسى في القرآن.

 

9. اسم زوجة فرعون: زوجة فرعون موسى كانت "آسية بنت مزاحم"، وهو اسم عبري، بينما زوجة رمسيس الثاني كانت "نفريري" وكانت من أصل مصري، مما يبرز الفرق بين الشخصيتين.

 

10. غموض هوية فرعون موسى: حتى الآن، لا يوجد أي دليل أثري قاطع يثبت من هو فرعون موسى. من الممكن أن تكون كل هذه الافتراضات مجرد تكهنات، ولا يمكن الجزم بأن رمسيس الثاني هو فرعون موسى.

 

ومن خلال هذه الأدلة والتوضيحات، يبدو أن رمسيس الثاني لا يمكن أن يكون هو فرعون موسى. الأحداث التاريخية والدينية تُظهر اختلافات واضحة بين الشخصيتين، ومن المهم أن نميز بين الحقائق والافتراضات التي يتم تداولها عبر الأجيال.

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى