- السبت، ٦ سبتمبر ٢٠٢٥
- إتصل بنا
سماح إبراهيم
يُعد طائر الشاهين أسرع مخلوق على وجه الأرض، حيث يمكنه الانقضاض على فريسته بسرعة مذهلة تصل إلى 400 كم/س، دون أن يتأثر بالضغط الجوي الهائل الذي يتعرض له أثناء هذه السرعة الفائقة. ولكن، ما الذي يسمح لهذا الطائر بتحقيق هذه السرعة المدهشة دون أن يتعرض لجهازه التنفسي لأي ضرر؟ السر يكمن في عظمة صغيرة في أنفه تُسمى "الدَّرَنَات". هذه العظمة تعمل بشكل معجز على إبطاء تدفق الهواء إلى جهازه التنفسي، مما يضمن تدفق الأوكسجين بشكل ثابت ويقيه من التأثيرات السلبية للسرعات العالية.
لكن المفاجأة الكبرى تكمن في أن هذه المعجزة الطبيعية ألهمت مهندسي الطيران حول العالم. فقد استلهموا تصميم المحركات الحديثة، وزيّنت هذه الاكتشافات التصميمات الهندسية للطائرات، مما ساعد في رفع سرعات الطائرات وزيادة استقرارها. ولعل أبرز مثال على ذلك هو القاذفة الأمريكية B-2 التي تُقدر قيمتها بمليار دولار، حيث استوحت شكلها وانسيابيتها من الطريقة التي يهاجم بها الشاهين فريسته، مما ساعد في تحسين قدرتها على التحليق بسرعة وكفاءة أكبر.
هذه المعجزة الهندسية هي تذكير مذهل بعظمة الخالق، الذي جعل في مخلوق صغير مثل الشاهين سرًّا كبيرًا، قاد البشرية إلى تطورات هائلة في مجال الطيران. في كل تفاصيل هذا الطائر، نجد دليلاً على أن الطبيعة تحمل في طياتها إجابات لكثير من أسئلة الإنسان، وأنه ما من شيء يحدث عبثًا في هذا الكون.
التعليقات الأخيرة