د. نادر على
في قبيلة دينكا في جنوب السودان، يعكس نظام الزواج تقاليد فريدة ومميزة تبرز أهمية العروس في المجتمع. على الرغم من المهر المرتفع الذي يتراوح بين 100-500 بقرة، إلا أن الزواج في هذه القبيلة ليس مجرد ارتباط عادي، بل هو طقس مليء بالاحترام والاهتمام بالعروس.
بعد زواج الرجل من عروسه، يُمنحها فترة من الراحة التامة تمتد لمدة 4 سنوات تُعرف بـ "فترة الترحيب الكريم". خلال هذه الفترة، لا يُطلب من العروس القيام بأي أعمال منزلية مثل الطهي أو جمع الحطب أو جلب الماء، بل يُخصص لها وقت للراحة والاسترخاء ودراسة زوجها. في هذه الفترة، تصبح أخوات الزوج مسؤولات عن الأعمال المنزلية كلها، مما يتيح للعروس التفرغ للاسترخاء واكتشاف شريك حياتها.
وعندما تنتهي هذه الفترة، يُقيم الزوج حفلاً ضخماً يُسمى "مهرجان الطبخ"، حيث يقوم بذبح 3 إلى 5 بقرات أو حتى ماعز، وتبدأ الزوجة في إعداد الطعام للعائلة، وهو علامة على جاهزيتها للمشاركة في الأعمال المنزلية. هذا التقليد يعبر عن الحب والاحترام في ثقافة دينكا، حيث يُعتبر المهرجان رمزاً لتحول الزوجة إلى جزء أساسي في حياة الأسرة.
تُظهر هذه التقاليد في قبيلة دينكا كيف أن الحب والتقدير للعروس يتم من خلال مراعاة راحتها واحترام دورها المستقبلي في الأسرة.
التعليقات الأخيرة