كتب_سماح إبراهيم
استهدفت غارة جوية إسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية صباح اليوم الأحد، في تصعيد جديد للأوضاع في المنطقة. وقد أظهرت مشاهد تم التقاطها من قبل كاميرات "وكالة الصحافة الفرنسية" أعمدة دخان تتصاعد من سماء الضاحية، التي لا تزال مغطاة بالدخان الناتج عن غارات سابقة جرت يوم السبت.
تأتي هذه الغارات في وقت حساس، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات لسكان ثلاث مناطق في الضاحية بإخلاء منازلهم فوراً، محذراً من ضربات جوية وشيكة ستطال عدة أبنية في المنطقة. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان له عبر الناطق الرسمي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أن السكان يتواجدون بالقرب من "منشآت ومصالح تابعة لـحزب الله"، مشيراً إلى أن الضربات ستكون جزءاً من عملية تستهدف هذه المواقع في المدى القريب.
وأوضح أدرعي أن تعليمات الإخلاء تشمل المباني الثلاثة المستهدفة والمباني المجاورة لها، مطالباً السكان بالابتعاد عن المنطقة لمسافة لا تقل عن 500 متر لضمان سلامتهم. كما نشر الناطق العسكري الإسرائيلي خريطة توضح المواقع الثلاثة المستهدفة.
تصاعد التوترات في الضاحية الجنوبية
يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت تشهد فيه الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد معقلًا لحزب الله اللبناني، توترات أمنية متزايدة بين القوات الإسرائيلية وحزب الله. حيث سبق وأن شهدت المنطقة سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية في الأيام الماضية، في محاولة للضغط على حزب الله وحلفائه الإقليميين.
الضاحية الجنوبية، التي تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في لبنان، شهدت منذ بداية التصعيد العسكري في المنطقة مواقف حذر من كافة الأطراف من تصاعد الاشتباكات العسكرية. في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي حملاته الجوية، يهدد التوتر المستمر بتوسيع نطاق المعركة في وقت حساس على مستوى العلاقات الإقليمية.
إجراءات إسرائيلية وقلق دولي
وفي وقت متأخر من أمس السبت، كانت الضاحية الجنوبية قد تعرضت لعدة ضربات جوية من الطيران الإسرائيلي، مما أدى إلى تصاعد الوضع الأمني في لبنان. ومع استمرار العمليات العسكرية، تزايد القلق الدولي بشأن تداعيات هذه الحملة على استقرار المنطقة.
القلق يتزايد أيضاً من تصاعد المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المتوترة بسبب الوضع في فلسطين. ويخشى المحللون من أن يؤدي التصعيد العسكري إلى اندلاع نزاع شامل في المنطقة، يوسع دائرة الحرب ليشمل جبهات أخرى.
مستقبل الأوضاع في لبنان والمنطقة
الوضع في لبنان أصبح أكثر تعقيداً مع استمرار الضغوط العسكرية الإسرائيلية على مناطق حزب الله في الضاحية الجنوبية، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي شن ضربات مكثفة على المواقع التي يعتبرها تابعة للحزب. كما أن التحركات العسكرية الإسرائيلية قد تعزز من مساعي حزب الله للرد على هذه الهجمات، مما يزيد من احتمالية تصاعد القتال عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
إن استمرار هذه العمليات العسكرية دون التوصل إلى تسوية سياسية قد يؤثر بشكل كبير على استقرار لبنان والمنطقة ككل، مع عواقب إنسانية وخيمة على المدنيين في ضاحية بيروت الجنوبية.
التعليقات الأخيرة