بقلم الكاتبة الروائية / غادة العليمى
تأملتها لدقائق وهى تتبادل مع مذيعة البرنامج الفاشل فى القنوات التى لا يشاهدها احد حديث مفتعل بعبارات غريبة معظمها اجنبى معرب بجمع مذكر سالم لكلمات مؤنثة فى لغتها الاصلية فضحكت من النجمة المبتدأه التى تظن ان النجومة تتطلب منها ترديد مالا حتى تفهمه
قرأت منشور لاحداهن بدأته بكلمة بليز تطلب فيه مشورة تستعين بها على امومتها الحديثة لتدرب ابنها حديث السن على البوتى.. كى لا يصبح ولد نوتى فضحكت من الكلمات وضحكت اكثر وانا اتابع تعليقات من يسمون انفسهم الماميز فى النصح وترحمت على جداتهن
ارسل لى بعض الفانز كثير من طلبات الصداقه وبعد ان فرزتها قررت قبول بعض منها وفور ان وافقت جاءتنى رنات الماسنجر برسائل تعارف وحشرية جعلتنى ندمت وبعد ان تطلعت فى احداهم تعجبت أم احمد تريد مراسلتى وتبدأ الحديث معى بطلاسم فيسبوكية تحوى حروف وارقام انجليزيه يسمونها ارب فرانكوا .. وقبل ان اجيبها بأنى لا افهم شئ مما كتبت ولا احب هذه التعاويذ بادر فتحى رجب اقحام نفسه بكتابة هاااى كتحية لى قبل الشروع فى باقى المحادثة فأجبته قبل البلوك مباشرة وانا اضحك رجب ازاى وهااى يافندم مش لايقه على بعض خالص على فكرة
مررت على احد الشوارع التجارية فقررت متابعة الموضة بالنظر للفتارين وارفف المعروضات على النواصى ولم اكن انتوى شراء شئ ابدا لولا محل صغير مظلم يبدو انه يصارع كى لا يغلق فليس لديه بضاعة رغم صغر حجمة فتذكرت انى فى حاجة لرابطة شعر فقررت ان اشتريها منه لاعينه فهو بالتأكيد الابدى بالشراء خاصة ان غرضى بسيط لا علاقة له بالحديث من الموضه وفور ان دخلت وقبل ان اطلب غرضى بادرنى البائع بأنه فى انتظار الكوليكشن الجديد وانه يستعد للفاشون بأن يخلى الرفوف فتجاهلت كلامه واشرت على رابطة شعر لونها بيج وطلبتها منه فصحح لى البائع كلماتى وقال تقصدى الاووف وايت ثم اشار على بأخرى بنك (بمبى يعنى) على رأى سعاد حسنى او اضيف عليهم اخرى بلو بلاك
فتراجعت عن قرار الشراء واخبرته وانا اضحك افضل ان أنتظر الفاشون والكولكشن الجديد لاشترى السيلفر او الشامبين
وظللت اضحك ممن يظنون ان استخدام بعض المصطلحات الاجنبية فىى سياق عربى سيظهرهم اعلى فى المستوى الاجتماعى والتعليمى وسيكسبهم الوجاهه والرقى امام من يستمع لعبثهم
الى ان سمعت سليلة العائلة الصعيدية اب عن جد ذات الجذر المصرى الاصيل والحسب المشرف وهى تتباهى بين اصدقاءها ان ابنها الصغيرالذى يدرس فى مدرسة انتر ناشيونال على يد مدرسين من الخارج لا يعرف التحدث باللغة العربية الا بصورة مضحكة كأنه اجنبى.. كانت تضحك سعيدة بالانجاز يستمع اليها اخرون يضحكون فى انبهار ضحك فجر بداخلى كل انواع البكاء على هويتى وانتمائى ولم اجد تعليق يليق من بين دموعى وصوتى المختنق بالبكاء افضل من كلمات الكاتب الكبير غازى القصبى الذى لخص هذا العبث فى سطرين حين قال
"عندما قرر الصهاينة إنشاء دولة لهم، كانت اللغة العبرية لغة ميتة،
بعثوها بعثا ًمن المعاجم واستخدموا مفرداتها حتى أصبحت لغة حية..!
أما نحن فقد ورثنا أكثر اللغات حياة، فبذلنا أعظم جهد لقتلها.. "
انتهت سطور الكاتب الكبير ولم تنتهى جرائم الهوية وقتل الانتماء ولا اعرف الى اى مدى سيستمر هذا الاجرام.
التعليقات الأخيرة