add image adstop
News photo

دروس الحياة من مهنة المحاماة

 

       بقلم/ سامي بوادي

 

لم تكن يومًا مجرد مهنة تقليدية، بل هي رحلة شجاعة وفروسية تحمل في طياتها معاني العظمة والشرف. 

سلكناها طريق مليء بالتحديات والمغامرات، يمنحك القوة والعزم لتصبح بطلًا في مجتمعك، مادمت أنك استقمت مدافعًا عن الحق، وساعيًا لتحقيق العدالة. 

 

في محراب المحاماة، تعلمنا نحن المحامون دروسًا لا تقدر بثمن، جعلتنا أكثر نبلاً وثباتًا في وجه الصعاب. استوعبنا النصوص، ووعينا الدروس المعنوية والكفاحية التي علمتنا إياها القضايا والمشاكل والدعاوي أثناء نزالنا في ساحات المحاكم.

 

فقد كان لممارسة المحاماة الفضل في تشكيل شخصياتنا ومنحنا القوة والإصرار في مواجهة الحياة بكل ما فيها. لذا عشنا نؤكد أن المحاماة ليست مجرد مهنة، بل إنها تجربة حياة

تجربة تجعل من يمارسها نبيلًا بغير ولادة، غنيًا بغير مال، رفيعًا بغير حاجة إلى لقب، وسعيدًا بغير ثروة. 

 

ستعلمك المحاماة أن تكون قويًا، تكافح للاعتماد على نفسك، وتدرك أن قيمتك لا تتأثر بآراء الآخرين أو الصراعات. ستمنحك مادمت مخلصا فيها قوة العزم، الشجاعة، والصلابة في تحمل الصدمات ، وتجعلك شخصًا عقلانيًا قادرًا على التعامل مع الأمور بهدوء وثبات في أي لحظة.

 

من خلال المحاماة ونقابتها الغراء، تعلمت متى يجب أن يظهر المعدن الحقيقي للإنسان في أيام اقل ما توصف بيه انها ايام عزة وكرامة، وكيف ترسل الطمأنينة لمحبيها وأبنائها بأنها ستظل صوتًا مستقلًا وقويًا يسعى دائمًا لتحقيق العدالة وإرساء الحق. 

 

في مشوارك العملي، وخاصة في بداياتك، لا تجعل من نفسك ضحية للقلق أو ضعف الثقة بالنفس.واعلم ان الشعور بأن معلوماتك التي اكتسبتها خلال الدراسة قد تبخرت هو شعور طبيعي، وسيتلاشى مع أول قضية تعمل عليها بشكل عملي. لا تتعجل الأمور ولا تسعَ لتحقيق كل شيء بسرعة، ولا تيأس ولا تشعر بالإحباط. اجعل الالتزام والصبر من خصالك، وكن واثقًا أن النجاح سيكون حليفك في النهاية مهما طال الانتظار.

 

قد لا يدرك أهلك حجم الصعوبات والضغوط التي تواجهها في حياتك اليومية في عملك بالمحاماة. شريك حياتك ينتظر دائمًا الحب والدعم منك، وربما لن يفهم مقدار الضغط الذي تعانيه مهما تحدثت وشرحت. أصدقاؤك والمقربون من خارج الوسط القانوني لن يدركوا حجم المسؤوليات التي تحملها على عاتقك، كما أن عملك ايضا ورسالتك لن تعرف ولا تعترف بظروف حياتك وبيتك. الخلاصة لا أحد سيشعر بك غير نفسك. لا أحد سيفهم أو يقدر ما تمر به. استمر في الكفاح والقتال، والله المستعان.

 

وفي الختام، طالما سلمنا بأن المحاماة هي أكثر من مجرد مهنة؛ اقول لك إنها مدرسة للحياة تعلمنا الشجاعة،والإصرار، والنبل.واقول لك إنها تجربة تنحت فينا قيمًا نبيلة وتعزز فينا روح العدالة والحق. عبر مسيرتنا المهنية، منها نتعلم كيفية مواجهة التحديات بصلابة وثبات، وكيفية العيش بكرامة ونبل. 

 

ستظل دائمًا رمزًا للقوة والإرادة، وتجعل من يمارسها مثالًا للشجاعة والتفاني.

 لذا، استمر في طريقك، وكافح من أجل الحق، وتذكر دائمًا أن الله المستعان في كل ما تواجهه

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى