add image adstop
News photo

الباحث "سيد علي الشين" : النشاط التكتوني في المتوسط مثير للقلق

 

 

كتب: محمد بوخروفة 

 

تعيش العديد من الدول الواقعة شمال وشرق البحر الأبيض المتوسط على وقع تداول العديد من الأخبار حول إمكانية حدوث تسونامي، نتيجة حدوث براكين على مستوى البحر، وانتشرت الأخبار كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين الحقيقة والإشاعة تابع سكان شمال أفريقيا خاصة كل المستجدات المتعلقة بهذه المعلومات، و سارع مترصد الزلازل الهولندي المثير للجدل ، فرانك هوغربيتس، للخروج بتحذيرات حول وقوع كارثة في البحر المتوسط، زادت مخاوف السكان حول حدوث ذلك، وفي المغرب أثار تعليق لوحات تحذيرية للإخلاء في حال وقوع تسونامي في مدينة الجديدة الساحلية المغربية مخاوف السكان المحليين. وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للوحات تحذيرية كُتب عليها عبارات مثل "مسار الخروج من تسونامي".

 

وبالموازاة، تداول مغردون في كل من تونس ومصر وليبيا والجزائر مقاطع قالوا إنها تصور انحسار مياه البحر، متسائلين عن أسباب تلك الظاهرة. فيما ربطها البعض بإمكانية حدوث زلزال بحري بسبب ثوران بركان إتنا في صقلية الإيطالية.

 

من جهتها شهدت عدة مناطق ساحلية في مصر مؤخراً ظاهرة انحسار مياه البحر، تزامناً مع ثوران براكين في منطقة البحر الأبيض المتوسط. هذا التطور أثار دهشة وتساؤلات بين المواطنين والخبراء، حيث اعتبر البعض أن هذه الظاهرة قد تكون مؤشراً على نشاط تكتوني غير طبيعي في المنطقة.

 

وفي حديث مع "الندى نيوز"، أوضح الباحث الجزائري في الجيولوجيا "سيد علي الشين" أن انحسار مياه البحر في مصر ليس ظاهرة غريبة بالنظر إلى النشاط التكتوني في منطقة البحر الأبيض المتوسط، موضحا أن هذه النشاطات التكتونية تتميز بوجود فوالق جيولوجية كبيرة وحركة مستمرة للصفائح، مما يؤدي إلى وقوع زلازل بشكل متكرر. على سبيل المثال، الزلازل التاريخية مثل زلزال عام 365 ميلادي في "كريت" وزلزال عام 1303 في مصر تسببت في دمار واسع النطاق وأمواج تسونامي.

 

وأشار إلى أن المنطقة تعتبر نشطة تكتونياً نظراً لتقارب الصفيحة الإفريقية مع الصفيحة الأورواسيوية وصفيحة البحر الأحمر، مما يجعلها مهددة بوقوع زلازل في أي وقت.

 

 واستعرض الباحث أبرز أسباب الزلازل في البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أنها تحدث نتيجة لحركة الصفائح التكتونية، حيث تتفاعل الصفيحة الإفريقية مع الصفيحة الأوراسية وصفيحة البحر الأحمر بطرق متعددة، مشيرا في الوقت ذاته إلى حدوث تصادم بين الصفائح، حيث تتحرك الصفيحة الأفريقية شمالًا باتجاه الصفيحة الأوراسية، مما يؤدي إلى نشوء ضغط كبير يسبب انكسار الصخور وحدوث الزلازل.

 

ويضيف "الشين" أن السبب الثاني يتمثل في "الاندساس"، حيث أن جزء من الصفيحة الأفريقية ينزلق تحت الصفيحة الأوراسية، مما يسبب تشوه الصخور وإنتاج كميات كبيرة من الطاقة التي تنطلق على شكل زلازل، أما السبب الثالث حسب الباحث فيتمثل في "الانزلاق الجانبي" مبرزا أنه على طول بعض الحدود بين الصفائح، قد يحدث انزلاق جانبي حيث تتحرك الصفائح بشكل أفقي بجانب بعضها البعض، مما يسبب زلازل، ومن الأسباب التي ذكرها الباحث الجيولوجي " سيد علي الشين" 

التصدعات والفوالق، مؤكداً أن المنطقة تحتوي على العديد من الفوالق النشطة التي تتحرك الصخور على طولها بفعل الضغوط التكتونية، مما يؤدي إلى حدوث الزلازل.

 

واستعرض الباحث في حديثه مع "الندى نيوز" أشهر الفوالق النشطة في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتي من بينها :

 

فالق الأناضول: يمتد عبر تركيا ويُعتبر واحدًا من أكثر الفوالق نشاطًا في المنطقة.

فالق البحر الأحمر: يمتد عبر قاع البحر الأحمر ويساهم في النشاط الزلزالي في المنطقة.

 

الباحث الجيولوجي" سيد علي الشين يحذر"

 

ختم الشين تصريحه "للندى نيوز" بالتأكيد على أن المنطقة معرضة لخطر الزلازل والبراكين في أي وقت، لكن لا يمكن التنبؤ بدقة بما سيحدث ومتى. وأشار إلى أن الزلازل يمكن أن تكون مدمرة جدًا بسبب كثافة السكان والهياكل العمرانية في المنطقة.

 

وأوضح في ذات الوقت أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تبقى مهددة بوقوع زلازل وبراكين في أي وقت، ما يستدعي استعداد السلطات والسكان للتعامل مع أي طارئ محتمل. وبالرغم من التقدم الكبير في مجال رصد الزلازل، إلا أن التنبؤ الدقيق بوقت ومكان حدوث الزلازل يبقى أمراً معقداً.

 

خلافا لذلك نفى مجلس الوزراء المصري ما تم تداوله بشأن انحسار مياه البحر عن بعض شواطئ مصر بشكل كبير مما ينبئ بحدوث أعاصير مدمرة .

وحسب المركز الإعلامي لمجلس الوزراء فإنه تم التواصل مع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الذي أكد أنه لا صحة لانحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية نتيجة موجات مد بحري (تسونامي) نتيجة وجود زلزال كبير في البحر المتوسط، موضحاً أن انخفاض منسوب المياه في تلك الشواطئ يعد ظاهرة طبيعية تحدث بشكل طبيعي نتيجة التغيرات المناخية، وتكون مرتبطة بحركتي المد والجزر، ولا علاقة لها مطلقاً بحدوث أعاصير مدمرة .

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى