د. نادر على
منذ عقود طويلة ظل مثلث برمودا يُعرف باسم "مثلث الموت" بعد أن ارتبط اسمه بحوادث اختفاء غامضة لسفن وطائرات دون تفسير واضح. لكن دراسة حديثة لعالم محيطات بريطاني قدّمت تفسيراً علمياً جديداً لهذه الظاهرة التي حيّرت العالم.
الدكتور سايمون بوكسل، أستاذ علوم المحيطات بجامعة ساوثهامبتون، كشف في سلسلة وثائقية أن السبب المحتمل وراء تلك الحوادث هو ما يُعرف بـ"الأمواج المارقة". هذه الأمواج عبارة عن جدران مائية هائلة قد يصل ارتفاعها إلى 30 متراً، تظهر بشكل مفاجئ وبقوة مدمرة تجعل حتى السفن الضخمة غير قادرة على الصمود أمامها.
بوكسل أوضح أن مثل هذه الموجات قادرة على إغراق سفينة كاملة خلال دقيقتين فقط، وهو ما قد يفسر حادثة اختفاء سفينة الشحن الأميركية "يو إس إس سايكلوبس" عام 1918، التي ابتلعتها المياه مع طاقمها المكون من أكثر من 300 شخص، دون أن يُعثر على أي أثر لها.
ويرى الخبراء أن موقع المثلث، الممتد بين جزر برمودا وفلوريدا وبورتوريكو، يجعله منطقة نشطة للعواصف البحرية، حيث تتلاقى تيارات قوية من اتجاهات مختلفة، ما يزيد من احتمالية تكوّن الأمواج المارقة القاتلة.
ورغم قوة هذا التفسير العلمي، لا يتفق جميع العلماء على أن مثلث برمودا يشكل لغزاً خاصاً، إذ تشير تقارير رسمية إلى أن معدلات الحوادث هناك لا تتجاوز المعدلات الطبيعية في مناطق الملاحة الكثيفة الأخرى.
ومع استمرار الجدل، يبقى مثلث برمودا نقطة غموض وإثارة للخيال، يجمع بين الحقائق العلمية والأساطير الشعبية التي لا تزال تجذب أنظار العالم.
التعليقات الأخيرة