add image adstop
News photo

اللون الأزرق .. سرًا من أسرار الإبداع المصري القديم

 

 

د. نادر على

 

منذ آلاف السنين، لم يكن الأزرق مجرد لون يزيّن جدران المعابد أو يتلألأ على التوابيت الملكية، بل كان سرًا من أسرار الإبداع المصري القديم المصريون هم أول من ابتكروا اللون الأزرق الصناعي في التاريخ، والمعروف حتى اليوم باسم الأزرق المصري، لون فريد صُنع من مزيج الرمال والنحاس والجير، ثم عُرض لدرجات حرارة عالية ليولد بريقًا ظل متوهجًا على مرّ العصور.

 

 المدهش أن هذا اللون لم يتوقف عن إبهار العالم. فقد اكتشف العلماء في عصرنا أن "الأزرق المصري" يمتلك خاصية نادرة؛ إذ يشع أشعة تحت حمراء عند تعرضه للضوء. هذه الظاهرة رُصدت في أقنعة جنائزية محفوظة بمتحف "بيترلي" في جامعة لندن، حيث تتوهج الأجزاء المكسوة بالأزرق المصري بقوة لافتة، بينما تبدو بقية الألوان باهتة.

 

هذا الاكتشاف فتح أبوابًا جديدة أمام العلماء لاستخدام الصبغة في تطبيقات تكنولوجية متطورة؛ بدءًا من الليزر، مرورًا بتقنيات التصوير الطبي، وصولًا إلى مجالات الطاقة والأبحاث العلمية الحديثة.

 

ولم يكن اختيار الأزرق اعتباطيًا عند الفراعنة، بل كان رمزًا عميقًا للخلود والسماء والحماية، لذلك زُيّنت به جدران المعابد وتماثيل الملوك وتوابيت المومياوات ليظل شاهدًا على أبدية الحضارة.

 وهكذا، يبقى الأزرق المصري ليس مجرد لون جميل، بل رسالة خالدة من مصر القديمة إلى المستقبل… إبداع يتوهج عبر آلاف السنين، ويستمر في إلهام الإنسانية حتى اليوم.

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى