د. نادر على
في عشرينيات القرن الماضي، برز اسم العالم السوفيتي إيليا إيفانوف كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ العلم، ليس بفضل اكتشاف عظيم أو اختراع رائد، بل بسبب محاولاته الصادمة لدمج الإنسان بالحيوان.
فقد انشغل إيفانوف بفكرة طالما رفضها المجتمع العلمي والأخلاقي؛ وهي خلق هجين بين الإنسان والشمبانزي عبر التلقيح الصناعي. ففي رحلاته إلى غرب إفريقيا، أجرى تجارب جريئة محاولًا تخصيب إناث الشمبانزي بالحيوانات المنوية البشرية، لكنه فشل في الوصول إلى أي نتائج.
الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، إذ كان يسعى لاحقًا إلى خطوة أكثر إثارة للصدمة: تلقيح نساء بالحيوانات المنوية للشمبانزي. إلا أن هذه الخطة لم ترَ النور، بعدما قوبلت برفض واسع، وفقد إيفانوف دعم السلطات السوفيتية التي كانت تمول أبحاثه. ومع ازدياد الضغوط، انتهى به الأمر إلى النفي حتى وفاته عام 1932.
اليوم، وبعد مرور ما يقارب قرنًا من الزمن، تبقى تجارب إيفانوف من أكثر الصفحات سوادًا في سجل البحث العلمي، حيث تطرح تساؤلات عميقة حول حدود العلم، وأين يجب أن يتوقف الطموح البشري أمام القيم الأخلاقية والإنسانية.
التعليقات الأخيرة