كتب د. نادر على
في خضم التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، والذي يُلقي بظلاله الثقيلة على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، حذّر البنك الدولي من التداعيات الاقتصادية البعيدة المدى لأي صراع إقليمي، مشدداً على أن المخاطر لا تقتصر فقط على تقلبات أسعار النفط، بل تشمل أيضاً اضطرابات في سلاسل الإمداد، وارتفاع تكاليف الشحن، وتراجع ثقة المستثمرين.
صفاء الطيب الكوقلي، المديرة الإقليمية للبنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، أكدت في مقابلة مع «الشرق الأوسط» أن الاقتصاد الخليجي أثبت قدرته على الصمود أمام الأزمات بفضل التقدم في خطط التنويع الاقتصادي. وبيّنت أن التقرير الأخير للبنك، الصادر مطلع يونيو 2025، لا يشمل بعد التأثير الكامل للتصعيد الحالي، إلا أنه يسلط الضوء على هشاشة الوضع الاقتصادي في حال استمرار التوترات.
أداء قوي للقطاع غير النفطي
رغم انخفاض القطاع النفطي بنسبة 3% عام 2024 نتيجة خفض الإنتاج من قبل «أوبك بلس»، سجل القطاع غير النفطي نمواً بنسبة 3.7%، ما ساهم في نمو إجمالي قدره 1.8%، مقارنة بـ0.3% فقط في 2023. هذا النمو يعكس نجاح السياسات الاقتصادية في دول الخليج، التي ركزت على تطوير قطاعات مثل السياحة، التكنولوجيا، والخدمات المالية.
توقعات واعدة... مشروطة بالاستقرار
يتوقع البنك الدولي أن تحقق دول مجلس التعاون الخليجي نمواً بنسبة 3.2% في 2025، و4.5% في 2026، مدفوعاً بتخفيف قيود إنتاج النفط، واستمرار النشاط في القطاعات غير النفطية. ومع ذلك، تُحذر الكوقلي من أن هذه التوقعات مرهونة باستقرار الأوضاع الإقليمية وتحسن التجارة العالمية.
تحذير من المخاطر الإقليمية
الكوقلي أوضحت أن أي تصعيد عسكري جديد قد يهدد التجارة والسياحة، ويؤخر الاستثمارات. وأضافت:
"غالباً ما يعتمد المستثمرون في فترات التوتر على سياسة الانتظار والترقب، وهو ما ينعكس سلباً على بيئة الأعمال ومعدلات النمو."
دعوة للإصلاح وتسريع التنويع
البنك الدولي أوصى دول الخليج بـ:
تسريع وتيرة الإصلاحات الاقتصادية.
تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.
تعزيز التجارة الإقليمية وتوسيع الإيرادات غير النفطية.
إدخال أدوات ضريبية مدروسة لدعم الاستدامة المالية.
رغم التحديات الإقليمية المتصاعدة، تُثبت اقتصادات الخليج قدرتها على التعامل مع الأزمات بفضل تنويع مصادر الدخل والإصلاحات المستمرة. ومع ذلك، يبقى استقرار المنطقة عاملاً حاسماً للحفاظ على زخم النمو وتحقيق الأهداف الطموحة لرؤى التنمية الخليجية.
التعليقات الأخيرة