كتبت سماح إبراهيم
في مشهد لم تعرفه الصين من قبل، اجتاحت مياه الفيضانات مقاطعة "جوانجدونج" الجنوبية، مسجلة أعلى مستوى مائي في تاريخ البلاد الحديث – 22 قدمًا – في ما يُعد من أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة، بحسب السلطات المحلية والمراصد الدولية.
انهيار البنية التحتية... وشلل كامل
مع اجتياح المياه للمدن والقرى، انقطعت خدمات مياه الشرب، الكهرباء، الإنترنت، وشبكات الاتصال المحمولة بشكل كامل. أصيبت فرق الإنقاذ بالعجز نتيجة غمر الطرق وتعذر الوصول إلى آلاف العائلات. حتى السكان المحليون، المعروفون بروحهم الجماعية في مواجهة الأزمات، وقفوا عاجزين وسط الدمار المائي الهائل.
السياح في مهب الكارثة
السياح الذين توافدوا إلى جوانجدونج – باعتبارها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في جنوب الصين – وجدوا أنفسهم محاصرين، دون إمكانية مغادرة الفنادق أو الوصول إلى مطارات أو محطات قطار.
عدد من التقارير أشار إلى أن بعض المجموعات السياحية اضطرت للبقاء على أسطح المباني ليومين متتاليين، بانتظار تدخل جوي.
"تطرف المناخ": الظاهرة التي لم تعد نظرية
ما حدث في جوانجدونج يضع العالم أمام حقيقة صارخة: تغير المناخ لم يعد خطرًا مستقبليًا، بل واقعًا يوميًا يهدد الأرواح والبنى التحتية والاقتصاد والسياحة.
من آسيا إلى أوروبا، تتكرر الكوارث المناخية، وتزداد شدة التطرفات الجوية من حرائق إلى فيضانات مدمرة، كما تؤكد الدراسات المناخية الحديثة.
هل يمكن أن تُصبح الفيضانات "طبيعية" في المستقبل؟
خبراء المناخ يحذرون من أن مثل هذه الكوارث لن تبقى "استثنائية" إن استمرت انبعاثات الكربون وغياب سياسات بيئية جادة. وقد تكون فيضانات جوانجدونج نموذجًا مرعبًا لما قد ينتظر مدنًا ساحلية كثيرة حول العالم.
التعليقات الأخيرة