كتبت سماح إبراهيم
يخضع جسر الرصيف العائم الصيني الجديد لاختبارات ميدانية دقيقة على شواطئ قرية "شيانكو" التابعة لمدينة "ووجيانغ"، في خطوة وصفتها بعض الدوائر بأنها "تمهيد عملي" لسيناريوهات إنزال شاطئي محتملة على السواحل التايوانية.
الصور التي جرى تحليلها مؤخراً تشير إلى أن هذا النمط من الإنزال لا يمكن تنفيذه بنجاح على جزيرة محصنة كتايوان إلا في حال تحقيق سيطرة جوية وبحرية مطلقة أو بعد تدمير شامل للبنية القتالية البحرية والجوية التايوانية. وهو أمر، وإن بدا نظريًا، يتطلب قدرًا هائلًا من القوة النيرانية والدقة في التخطيط، أو حل سياسي شامل يفضي إلى إعادة تايوان للسيادة الصينية دون تدخل عسكري.
الاختبارات الجارية للجسر، الذي يتميز بقدرته على نشر آليات ثقيلة على سواحل غير مهيأة، تشير إلى تصعيد واضح في تجهيزات جيش التحرير الشعبي الصيني، خصوصاً في ما يتعلق ببناء قدرات الرد السريع والإنزال البرمائي، وهي عناصر محورية في أي عملية هجومية على تايوان.
لكن السؤال الاستراتيجي الأبرز يبقى مطروحًا:
هل هذه مجرد تدريبات روتينية واستعراض للجاهزية، أم أن الصين تضع اللمسات الأخيرة على خطة الحسم العسكري؟
حتى الآن، تظل الصين متمسكة بخطابها السياسي الداعي إلى "إعادة التوحيد السلمي"، لكن تكثيف التدريبات البرمائية، ونشر معدات عسكرية متخصصة في عمليات الاجتياح الشاطئي، يعطي مؤشرات مقلقة على أن الخيار العسكري ما زال مطروحًا بقوة خلف الكواليس.
في ظل هذا التصعيد، تبقى أعين العالم شاخصة نحو مضيق تايوان.. حيث تتقاطع الحسابات الجيوسياسية، وتتقلب موازين القوة مع كل خطوة على الرمال.
التعليقات الأخيرة