بقلم الكاتبة / غادة العليمى
عادى وطبيعى ومنطقى وبديهى ان تتفاوت الأجيال فى فروق التفكير والثقافة والموضة ووجهات النظر
واظن أنه منذ هبوط أدم على هذى الارض و كل بشرى يولد من رحم حواء يختلف كليا عن أخيه الذى ولد قبله والذى سيولد بعده ولنا فى قصة قابيل وهابيل مثال ومثل
ولكن ماحدث فى عصر العولمة وجعل العالم قرية صغيرة حرفيا ، احدث فجوة اختلاف رهيبة بين من عاشوا هذا العصر ومن جاءوا للدنيا بعده
حتى اننا نستطيع ان نسمي هذا الاختلاف إنقلاب ونحن مرتاحى الضمير ما حدث كان انقلاب عالمى حقيقي فى كل شئ لم تنجو منه بقعة وصلتها التكنولوجيا على هذا الكوكب ، الا قبائل الماو ماو والسيكى سيكى المستترة بعيدا عن كهوف الحضارة
اما اجيال الوطن العظيم الذى اتشرف بالانتساب اليه فكان لهم نصيب اعظم وافدح من هذا الاختلاف حتى اننا لا يجوز ان نسميه اختلاف او حتى انقلاب وانما من الممكن ان نسميه رياح محو او عصر مسخ او سنوات التشوه أو حقبة التشوية
لاننا ، فى مواجهه كارثة حقيقية فى جيل بلا اعراف ولا تقاليد ولا هوية ولا انتماء لاى شئ لا دين لا وطن ولاحتى اهل على هذى الارض
ثمة قيم و مفاهيم اصيلة فطرية مُسِخت تماما عند بعض أبناء هذا الجيل وصارت المجاهره بالعبث واللااحترام لأى شئ.. شئ عادى
صار غياب المفاهيم امرا كارثيا حقيقيا خالصا لنا حتى ان حرية الفرد اصبحت تعنى لدي البعض ببساطة عدم احترام حريات الاخرين
وامثلة التغيير الاخرى كثيرة ومريعة لكنى اخترت منها مثال واحد على سبيل العبثية الفكرية فى هذا المقالة دلاله على ما اقول وهو..
مفهوم الوطن ، معنى الوطنية ، واجب المواطنة ، فرضية حقوق الأوطان على أبناءها
فتجد أحداهم ينكر فكرة الوطن من الأساس بناء على مفهوم الامة الإسلامية القائمة على خليفة واحد لا يمانع فى الا يقاومه إذا دخل أرضه
واخر يرى التخلف بعينه فى البقاء على ارضه والعمل على خدمته او حمايته وانما الهجرة بعيداً ليتحدث لغة اخرى ويعيش حياة مواطن اخر فى وطن ليس وطنه لكنه يرى النعيم فى غربته عليه
واخر مناضل ومعارض وثورى يرى ان مسبه الوطن والتحدث عن دونية اهله ووصف تخلف رجاله وحتميه تراجع مكانته امر عادى ووجه نظر وابداء رأى
اشياء بالغة الاستفزاز تزدحم بها منصات التواصل وجلسات المقاهى بل وبرامج التوك شو لاعلامين لم ينجو من هذه المهزلة
امور لو كانت فعلناها فى جيلنا لكنا عوقبنا من الاهل قبل المجتمع واتُهمنا بالاذدراء والتطاول..
فماذا حدث ؟؟
ماحدث اننا ربما فى قلب اتون حرب من اعنف حروب الجيل الرابع التى تنال من هويتنا وقيمنا بلا خط دفاع حقيقي ولا كتائب مع غياب الاهل فى زرع الثوابت لدى الصغار بالاضافة الى انانية الام التى صارت تهتم بعملها وطموحها اكثر من اطفالها وانشغال الاب بالمال والمقهى اكثر من انتباهه لصغاره تقصير رهيب فى التربية والتعليم كشفته منصات التواصل وصار السر علن والمخبوء مفضوح واختبار التربية والتعلم نتيجته سقوط رهيب لا يجوز معه فصول للتقوية وانما يحتاج اعاده تعلم من جديد
ماحدث ان هذه الحرب التى فُرضت علينا لا يجوز ان نستسلم فيها وانما نقاوم وندافع الى ان ننتصر او نوقف الخسائر المتلاحقة فى اخلاقنا واعرافنا وثوابتنا
لا اقول الا نسمح لاولادنا بالاختلاف عنا ولكن ان نميز اولا بين الحرية والتطاول ، بين التعبير والاساءة، بين التطور والتراجع سنين ضوئية فى الاخلاق والسلوك بين ابداء الرأى والتهكم والتطاول
ان نعلمهم ونتعلم قبلهم الفرق ما بين الاختلاف و التخلف
التعليقات الأخيرة