add image adstop
News photo

البيروني: العقلية التي تفوقت على أينشتاين وغيّرت وجه العلم

 

كتب د. نادر على

 

عندما يُذكر اسم "ألبرت أينشتاين"، يُظَنّ عند كثيرين أنه أعظم عقل أنجبته البشرية في ميدان العلم. لكن الواقع، كما تخفيه مناهج التاريخ الغربي، أن هناك عقلاً فاق أينشتاين بمراحل، سبق عصره بقرون، وكان موسوعيًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى. إنه العالم المسلم: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني.

 

البيروني لم يكن مجرد عالم فلك أو فيزياء، بل كان عبقريًا متعدد المواهب: طبيبًا، فيلسوفًا، كيميائيًا، فيزيائيًا، رياضيًا، جيولوجيًا، فلكيًا، مؤرخًا، صيدليًا، جغرافيًا، ومترجمًا بارعًا. وقد ألّف أكثر من 120 كتابًا في مختلف فروع المعرفة، كثيرٌ منها ما يزال مرجعًا حتى اليوم.

 

قبل أن تخترع الإنسانية التلسكوبات أو الأقمار الصناعية، أعلن البيروني أن الأرض تدور حول محورها، متحديًا النظرة السائدة في زمانه. ولم يكتفِ بذلك، بل قام بقياس محيط الأرض باستخدام أدوات بدائية، ومع ذلك وصلت دقته إلى 99.7٪ مقارنة بقياسات اليوم الحديثة.

 

البيروني هو أيضًا من أسس علم الجيوديسيا، وهو العلم المعني بدراسة شكل الأرض وأبعادها ومساحتها، أي أنه وضع حجر الأساس لما نعرفه اليوم في علوم الجغرافيا الدقيقة والخرائط الطبوغرافية.

 

وقد نال إعجاب كبار المستشرقين، فقال عنه جورج سارتون، أحد رواد تاريخ العلوم، في كتابه مقدمة لدراسة تاريخ العلم:

 

> "كان رحّالةً وفيلسوفًا، ورياضيًا، وفلكيًا، وجغرافيًا، وعالمًا موسوعيًا. إنه من أكبر عظماء الإسلام، ومن أكابر علماء العالم."

 

كما وصفه المستشرق الألماني سخاو قائلاً:

 

> "إنه أعظمُ عقليةٍ عَرِفها التاريخ."

 

ورغم هذا، فإن البيروني لم يأخذ مكانته التي يستحقها في المناهج العالمية، ولا يُدرَّس إلا هامشيًا إن ذُكر أصلًا. لقد آن الأوان لإعادة الاعتبار لهذه العقلية العظيمة، التي تُعد بحق منارة علمية سبقت زمانها بقرون.

 

ختامًا:

لو كان البيروني وُلِد في أوروبا، لربما سُميت باسمه كواكب ومجرات، لكنه وُلد في حضارة عظيمة اسمها الحضارة الإسلامية، ومكانه في التاريخ الحقيقي لا يقل عن مكانة أينشتاين، بل قد يتفوق عليه بكثير.

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى