كتبت سماح إبراهيم
في مشهد غير مسبوق جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، شهدت الرياض تحولاً سياسياً لافتاً خلال القمة الخليجية - الأمريكية الخامسة، حيث دعا ترامب نظيره السوري إلى الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل، في خطوة قد تعيد رسم خريطة العلاقات الإقليمية.
خلال اللقاء الذي وصفه مراقبون بـ"النوعي"، لم يكتف ترامب بدعوة دمشق إلى التطبيع، بل طلب أيضاً من الشرع التعاون مع واشنطن في منع عودة تنظيم داعش، مشيراً إلى أهمية التنسيق الأمني المشترك لضمان استقرار الشرق الأوسط.
في المقابل، بدا الرئيس السوري أكثر براغماتية، مؤكداً التزام بلاده باتفاقية فك الاشتباك مع إسرائيل لعام 1974، دون الإفصاح صراحة عن موقفه من الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية. لكنه فتح باباً لعودة العلاقات الاقتصادية، داعياً الشركات الأمريكية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز في سوريا، في مؤشر على توجه جديد نحو إعادة إعمار البلاد عبر الشراكات الدولية.
وفي تعليق لافت، قال وزير الخارجية السوري إن "الشعب السوري ضحى كثيراً من أجل أن تعود سوريا إلى مكانتها"، ما يوحي برغبة دمشق في الخروج من العزلة الدولية التي استمرت لأكثر من عقد.
القمة التي جمعت قادة الخليج بترامب والشرع، تأتي ضمن جولة أمريكية تشمل قطر والإمارات، وتشكل محطة مفصلية في رسم ملامح مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، لاسيما في ظل التحديات الأمنية وتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، التي طغت على جزء من مناقشات القمة.
مع هذه التحركات، يبدو أن المنطقة مقبلة على تحولات جيوسياسية عميقة قد تُحدث تغييرات دراماتيكية في العلاقات بين الخصوم التاريخيين، في حال استجابت دمشق للعرض الأمريكي.
التعليقات الأخيرة