كتب ـ حسن سليم
في مشهد يتسارع فيه التغيير وتتصارع فيه الأرقام والمؤشرات، تظل بعض القصص ملهمة لأنها ببساطة حقيقية. قصة أحمد بن عمر العطار، المستثمر السعودي، هي إحدى هذه القصص التي تمضي بهدوء لكنها تترك أثرًا بالغًا.
نشأ العطار وهو يؤمن بأن الاستقرار المالي هو المفتاح الأول للانطلاق. لذا، قرر أن يبدأ من أكثر القطاعات ارتباطًا بالأمان الاقتصادي: الاستثمار العقاري. اختار بعناية مشاريعه، وراهن على المواقع المتميزة، ودرس اتجاهات السوق بمنهجية دقيقة. ومن خلال إدارة متقنة، استطاع أن يؤسس قاعدة صلبة توفر له دخلًا متجددًا وتمنحه حرية الحركة.
لكن بداخله، كان هناك شغف آخر يتشكل. لم يكن العقار نهاية الطريق، بل بدايته. فالعطار كان يرى أن النجاح الحقيقي لا يكون فقط في امتلاك أصول ملموسة، بل في القدرة على التعبير، والتأثير، وصناعة حضور لا يُنسى. ومن هنا وُلدت فكرته الثانية: إنشاء شركة إعلانية تتحدث بلغة العصر.
أسس شركته في عالم التسويق الرقمي، واضعًا نصب عينيه التميز والجودة. لم تكن شركته مجرد منصة لتقديم خدمات تقليدية، بل فضاء إبداعيًا يسعى إلى إعادة تعريف الإعلان. هو يؤمن أن الصورة تصنع الذاكرة، وأن الرسالة الذكية يمكنها تغيير مسار علامة تجارية كاملة.
ومع مرور الوقت، أصبح العطار نموذجًا لرائد الأعمال الذي لا يكتفي بمجرد المكاسب، بل يسعى لأن يُحدث فرقًا. لذلك، بدأ في دعم أصحاب المشاريع الصغيرة، وفتح لهم أبواب التسويق الاحترافي، مؤمنًا بأن نهضة الاقتصاد تبدأ من فكرة شابة تحتاج لمن يؤمن بها.
ولعل أبرز ما يميز شخصية العطار هو قدرته على الربط بين العوالم المتباينة: بين الطابع الهندسي للعقار والمرونة البصرية للإعلان، بين الحسابات الدقيقة وروح المغامرة، بين الأمان والطموح.
اليوم، يقف أحمد بن عمر العطار شاهدًا على تحولات المشهد السعودي، وشريكًا فيه، مسهمًا من موقعه في بناء جيل جديد من المستثمرين، الذين يفكرون بعين اقتصادية، ويحلمون بعقل إبداعي.
التعليقات الأخيرة