كتبت سماح إبراهيم
يشهد الفاتيكان لحظة تاريخية فارقة، مع بدء الإجراءات الرسمية لانتخاب بابا جديد يقود الكنيسة الكاثوليكية، كبرى المؤسسات الدينية في العالم الغربي، والتي تضم أكثر من مليار مؤمن كاثوليكي حول العالم.
تأتي هذه المرحلة الحساسة عقب وفاة البابا فرنسيس، أول بابا غير أوروبي منذ أكثر من 1200 عام، والذي شغل المنصب منذ عام 2013، وترك بصمة واضحة في مسيرة الإصلاح والانفتاح داخل الكنيسة.
فترة المقعد الشاغر
دخلت الكنيسة الكاثوليكية ما يعرف بـ "فترة المقعد الشاغر" (Sede Vacante)، وهي مرحلة انتقالية تدير فيها هيئة الكرادلة شؤون الكنيسة مؤقتًا، دون صلاحيات سيادية، بانتظار انعقاد مجمع الكرادلة في كنيسة "سيستين" الشهيرة داخل الفاتيكان.
واحدة من أكثر الانتخابات سرية في العالم
يشارك في المجمع 138 كاردينالاً ممن تقل أعمارهم عن 80 عامًا، حيث تُعقد أربع جولات اقتراع يومية لاختيار البابا، ويتطلّب فوز أي مرشح حصوله على ثلثي الأصوات.
تُجرى الانتخابات وسط سرية مطلقة، حيث يُغلق باب الكنيسة على الكرادلة بعد أداء قسم السرية، وتُحرق أوراق التصويت بعد كل جولة، ليُعلن الدخان الخارج من المدخنة الشهيرة النتيجة: دخان أسود في حال عدم التوصل إلى اسم، ودخان أبيض إذا تم اختيار البابا.
الأعين على أوروبا… من جديد؟
ورغم التطلعات لتكرار تجربة البابا فرنسيس القادم من أمريكا الجنوبية، تشير التوقعات إلى احتمال عودة البابوية إلى أوروبا، حيث يحظى عدد من الكرادلة من إيطاليا، ألمانيا وإسبانيا بدعم قوي.
وتبقى اللحظة الفارقة عند ظهور الدخان الأبيض من كنيسة سيستين، حيث يتجمع آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس لسماع الجملة الشهيرة: "Habemus Papam"... "لدينا بابا".
في انتظار الإعلان، يظل العالم يراقب، مترقبًا من سيكون خليفة القديس بطرس، ورمز السلام المقبل في زمن مضطرب يحتاج إلى قيادة روحية جامعة.
التعليقات الأخيرة