add image adstop
News photo

بين القاهرة والدوحة... تحركات السيسي تفرض نفسها والصحف الإسرائيلية تراقب بقلق

 

 

كتب د. نادر علي

 

في توقيت لا يقبل التهاون، تحرّك الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه، متوجهًا إلى العاصمة القطرية الدوحة، في زيارة لا تُقرأ فقط في سياقها الدبلوماسي، بل كرسالة إقليمية مفادها أن القاهرة ما زالت تمسك بزمام الملف الفلسطيني وتتحرك بأدوات ثقيلة لوقف نزيف الدم في غزة.

 

الزيارة تأتي بعد اجتماعات مكثفة في القاهرة مع وفد حركة "حمـاس"، وفي ظل ما وصفته مصادر إسرائيلية بـ"مسودات تهدئة مكتوبة" تم تبادلها بين القاهرة وتل أبيب. هذا الحراك المصري لم يأتِ من فراغ، بل يعكس قراءة عميقة لتعقيدات المشهد في غزة، خاصة بعد جريمة قصف مستشفى المعمداني، التي هزت الرأي العام الدولي وأكدت خطورة التصعيد.

 

اللافت أن الصحف العبرية نفسها، مثل "معاريف" و"تايمز أوف إسرائيل"، كشفت عن تفاصيل مبادرة مصرية تشمل هدنة تمتد من 40 إلى 70 يومًا، مقابل الإفراج عن رهائن إسرائيليين وجثامين، مع إطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين. هذه التسريبات لم تأتِ من فراغ، بل تعبّر عن جدية التحرك المصري الذي يقوده الرئيس السيسي شخصيًا.

 

لكن، ورغم أن قطر لم تكن يومًا على نفس الخط السياسي مع القاهرة، إلا أن الرئيس المصري لا يدير هذه المرحلة كـ"عركة في حارة"، بل كمعركة دبلوماسية لها أبعادها الأخلاقية والاستراتيجية. السياسة لا تُدار بالعواطف، والحق لا يُفرّط فيه لمجرد خصومة قديمة.

 

اليوم، مصر تُثبت من جديد أنها الدولة المحورية في المنطقة، وأنها قادرة على فتح قنوات الحوار مع الجميع، مهما كانت الخلافات، لأنها ببساطة دولة تبحث عن سلام عادل، لا استسلام مهين.

 

وإذا كانت الصحف العبرية تراقب هذه الزيارة بقلق، فالعالم أيضًا يتابع، لأن ما يحدث الآن ليس مجرد جولة سياسية، بل خطوة مفصلية في طريق التهدئة... أو الانفجار.

 

حفظ الله مصر وجيشها ورئيسها.

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى