د. نادر على
في واقعة مروعة بمدينة العاشر من رمضان، اهتزت مشاعر الجميع جراء حادثة اعتداء على طفلة تبلغ من العمر ثمان سنوات داخل أحد المساجد في نهار رمضان. هذا الحادث البشع يثير العديد من الأسئلة حول دوافع من يرتكبون مثل هذه الجرائم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاعتداء على الأطفال.
لماذا يرتكب المعتدي مثل هذه الجرائم؟
عادةً ما يُنظر إلى المعتدي على أنه شخص مريض نفسياً يعاني من اضطراب يسمى "البيدوفيليا"، وهو اضطراب جنسي يتضمن ولعاً عميقاً بالأطفال، ويُصاب به الشخص نتيجة لخيالات مستمرة نحو إقامة علاقة مع الأطفال. في هذا السياق، يسعى المعتدي للقيام بممارسات غير لائقة مع الأطفال.
أشكال الاعتداء على الأطفال:
1. التحديق بنظرات غير لائقة: يتمتع المعتدي بالتلذذ بمراقبة الطفل بطريقة غير لائقة.
2. لمس جسد الطفل: محاولة لمس المناطق الحساسة للطفل بشكل غير مبرر.
3. شم رائحة الطفل: يعاني المعتدي من تحفيز جنسي عبر رائحة الطفل.
4. الممارسات الجسدية غير اللائقة: التفاعل الجسدي الذي يشمل تقبيل أو لمس جسد الطفل بشكل غير مناسب.
البيدوفيليا وعلاقتها بالعمر:
عند تشخيص هذه الاضطرابات، يُشترط أن يكون عمر المعتدي قد بلغ 18 عامًا على الأقل، فيما لا يجب أن يتجاوز عمر الضحية 16 عامًا.
هل يمكن علاج البيدوفيليا؟
نعم، البيدوفيليا تعتبر اضطراباً نفسياً يمكن علاجه ولكن يتطلب التزاماً طويل الأمد بمتابعة مع مختصين نفسيين ومعالجين نفسيين. العلاج ليس سهلاً وقد يستغرق وقتاً طويلاً، لكنه ضروري للحد من تكرار هذه الجرائم.
كيف يمكن حماية الأطفال؟
لحماية الأطفال من مثل هؤلاء المعتدين، ينبغي أن تتبع بعض التدابير الوقائية مثل:
1. تعليم الأطفال عن المناطق الحساسة في أجسامهم: ليفهموا أن هناك مناطق خاصة لا يجوز لأحد لمسها.
2. تشجيع الأطفال على الثقة بحدسهم: إذا شعر الطفل بعدم الراحة في مكان معين أو مع شخص معين، يجب عليه مغادرة المكان فوراً.
3. البقاء على تواصل دائم مع الأطفال: مع معرفة أماكن وجودهم والأشخاص الذين يتواجدون معهم.
آثار الاعتداء على الطفل المعتدى عليه:
الطفل الذي يتعرض للاعتداء قد يعاني من تبعات نفسية دائمة، قد تؤدي إلى مشكلات نفسية وجنسية في مرحلة لاحقة من حياته. في بعض الأحيان، يمكن أن يتسبب الاعتداء في تأثيرات نفسية سلبية لدى الضحية عندما يصبح بالغاً.
علاج المعتدين:
المعتدون على الأطفال لا يخضعون للعلاج النفسي إلا من خلال السلطة القضائية، حيث يتم إرسالهم للعلاج الإجبارى بعد إلقاء القبض عليهم. وبالتالي، يجب أن يتحملوا عقوبات قانونية مع العلاج النفسي اللازم.
في النهاية، يجب على المجتمع أن يتكاتف للحد من مثل هذه الجرائم، والعمل على زيادة الوعي حول الاضطرابات النفسية مثل البيدوفيليا وكيفية التعامل معها. العلاج ليس سهلاً، ولكن ما هو أكثر أهمية هو حماية أطفالنا وتأمين بيئة آمنة لهم.
تحليل هذه الحالات لا يعني تبرير المعتدي أو الاعتراف بأنهم غير مذنبين، بل يهدف إلى فهم السبب وراء هذا السلوك ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية والصحية اللازمة لضمان عدم تكراره.
للمزيد من المعلومات حول أسباب وأعراض وطرق علاج البيدوفيليا، يمكن مشاهدة الحلقة كاملة عبر هذا الرابط: https://youtu.be/oMo5Yz9D8-w?si=Jj3gYrjHR8fkWu_o
ماجدة شرف..
نفسية دمان سلوكي أسري
التعليقات الأخيرة