add image adstop
News photo

تصريحات ترامب.. تطهير غزة أم مناورة سياسية؟

كتب/ أيمن بحر 

 

تصريحات الرئيس الأميركى دونالد ترامب التى تناولت تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر أعادت الجدل حول مسألة التهجير القسري وحل الدولتين.

 

هذه التصريحات أثارت ردود أفعال قوية من الأطراف الإقليمية والدولية وسط اتهامات للإدارة الأميركية بتجاهل الحلول السلمية والاعتماد على أسلوب الصفقات.

 

هذا التقرير يرصد مواقف الأطراف المختلفة مستعينًا بتحليلات خبراء ومتخصصين مثل سمير التقي، الباحث فى مركز الشرق الأوسط بواشنطن، وأستاذ القانون الدولى عامر فاخورى بالإضافة إلى الكاتب إيلى نيسان والخبير فى الشؤون الإسرائيلية صبحى عسيلة.أثار حديث ترامب عن تهجير نحو 1.5 مليون فلسطينى من غزة جدلا واسعًا خاصة أن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع اتفاقات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

 

ترامب وصف الخطة بأنها تطهير لغزة مما أثار شكوكا حول أهداف الإدارة الأميركية.

 

وفقًا للباحث فى مركز الشرق الأوسط بواشنطن سمير التقى فإن ترامب يتنصل من حل الدولتين مشيرًا إلى أن سياساته تعتمد على تصدير أزمات المنطقة بالتعاون مع اليمين المتطرف الإسرائيلى.

 

ويرى التقى أن تصريحات ترامب ليست مجرد اقتراحات بل قد تكون جزءا من خطة مدروسة لتحويل الفلسطينيين إلى عبء على دول الجوار.ردود الفعل الإقليمية جاءت حاسمة، حيث رفضت كل من مصر والأردن هذه التصريحات. وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدي صرح بأن المملكة ترفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين مؤكدًا على موقف الأردن الداعم لحل الدولتين

 

من جانبه شدد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على أن تهجير الفلسطينيين إلى مصر خط أحمر مشيرًا إلى أن إخراج الفلسطينيين من أراضيهم يعني عدم عودتهم إليها أبدا وهو ما يهدد جوهر القضية الفلسطينية.

 

ويرى الخبير فى الشؤون الإسرائيلية صبحى عسيلة خلال حديثه أن هذه المواقف تنطلق من إدراك الدول العربية لمخاطر التهجير القسرى حيث يعتبر تهجير الفلسطينيين تهديدا للأمن القومى المصري والأردنى على حد سواء.

 

كما أشار إلى أن الضغوط التى تواجهها مصر منذ أشهر بما فى ذلك الضغوط الاقتصادية لم تؤثر على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية.

 

وصف أستاذ القانون الدولى عامر فاخورى تصريحات ترامب بأنها غير مسؤولة مؤكدًا أن الإدارة الأميركية الحالية والسابقة تتبنى مواقف تتناقض مع المصالح الإقليمية.

 

وأضاف أن هناك فجوة بين تصريحات ترامب وبين واقع الصراع الإسرائيلى الفلسطينى حيث أن أى محاولات لتهجير الفلسطينيين ستواجه رفضًا قاطعًا من جميع الأطراف المعنية.

 

من جهة أخرى اعتبر الباحث الإسرائيلى إيلى نيسان أن تصريحات ترامب حول غزة تأتى فى إطار محاولاته لإعادة إحياء صفقة القرن والتى فشلت بسبب رفض الدول العربية والفلسطينيين لها.

 

نيسان أشار إلى أن إسرائيل نفسها ليست معنية بزعزعة استقرار الأردن ومصر لأن ذلك سيؤدى إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها.التوجهات الإسرائيلية تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحسب الباحثين تسعى لإنهاء وجود الفلسطينيين فى المنطقة وهو ما يتضح من دعم نتنياهو لأفكار التهجير سواء قسرية أو طوعية.

 

صبحي عسيلة وصف هذه السياسات بأنها قنبلة موقوتة محذرًا من أن استمرار تجاهل حل الدولتين سيؤدى إلى تصعيد خطير فى المنطقة. كما أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية والرفض العربي يعيقان تنفيذ هذه المخططات.

 

يشير سمير التقي إلى تراجع الدور الأميركى عالميا حيث لم تعد واشنطن تتمتع بالقوة التي كانت عليها فى منتصف القرن الماضى.

 

وأضاف أن الإدارة الأميركية أصبحت عاجزة عن فرض سياساتها على دول المنطقة، خاصة في ظل الرفض العربى القوى لسياسات التهجير.

 

أما فاخورى فقد أوضح أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر اعتمادا على التحالفات الإسرائيلية مما يضعف مصداقيتها كوسيط فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.

 

تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين تعكس نهجا سياسيا يعتمد على الصفقات دون الأخذ بعين الاعتبار تبعاتها الإنسانية والسياسية.

 

ومع رفض الأردن ومصر القاطع لهذه التصريحات يبقى السؤال: هل ستستمر هذه السياسات فى ظل الإدانات الدولية والعربية أم أن الضغط الإقليمى سيجبر واشنطن على التراجع؟

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى