سماح إبراهيم
يشهد يوم السبت 21 ديسمبر 2024 حدثًا فلكيًا مميزًا، حيث يحدث الانقلاب الشتوي، الذي يمثل ذروة فصل الشتاء في النصف الشمالي للكرة الأرضية. في هذا اليوم، تميل الأرض بأقصى زاوية نحو الشمس، حيث تصل أشعتها إلى مدار الجدي، عند خط عرض 23.44 درجة جنوبًا.
هذه الظاهرة تترجم إلى أقصر نهار في السنة، حيث لا تتجاوز مدة النهار في هذا اليوم 10 ساعات فقط، في حين يمتد الليل إلى ما يقارب 14 ساعة. وبالرغم من كون هذا اليوم يشير إلى ذروة الشتاء فلكيًا، إلا أن درجة الحرارة تعتمد على العديد من العوامل المناخية التي تختلف عن المسار الفلكي للأرض.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن ظاهرة الانقلاب الشتوي تحدث نتيجة لانحناء محور الأرض، ما يؤدي إلى اختلاف توزيع الضوء الشمسي بين النصفين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية. فعندما يكون الشتاء في النصف الشمالي، يكون الصيف في النصف الجنوبي.
ويشير تادرس إلى أن الشمس خلال هذه الفترة تكون في أدنى ارتفاع لها فوق الأفق، ما يؤدي إلى أطول ظلال للأشياء عند الظهيرة. وتستمر هذه الظاهرة لبضعة أيام قبل أن تبدأ الشمس في التحرك شمالًا، مما يؤدي إلى زيادة تدريجية في ساعات النهار حتى الاعتدال الربيعي في 20 مارس 2025.
من الجدير بالذكر أن الانقلاب الشتوي لا يقتصر على تقليل ساعات النهار فقط، بل يترافق مع ظواهر فلكية مدهشة مثل "شمس منتصف الليل" في مناطق معينة بالقرب من الدائرتين القطبيتين. في هذه المناطق، يظل الأفق مضاءً طوال اليوم دون شروق أو غروب للشمس.
إذن، مع اقتراب الانقلاب الشتوي، يمكن للناس في النصف الشمالي للكرة الأرضية أن يتوقعوا ساعات أطول من الليل وأيام أقصر، في حين يشهد النصف الجنوبي العكس تمامًا.
التعليقات الأخيرة