علاء حمدي
اقامت سفارة فنزويلا في مصر احتفال لذكرى الوطنيين الشجعان الذين شاركوا في معركة أياكوتشو، احتفالا بمرور 200 عام على هذا الحدث التاريخي الذي ختم استقلال أمريكا اللاتينية، والذي نكرم فيه أيضًا شخصية والد الأمة، المحرر سيمون بوليفار، من خلال الإشادة ببصماته التي لا تمحى وإحياء ذكرى مرور 194 عامًا على رحيله الجسدي كقائد ومثال للنضال والكفاح والنصر.
أعربت السفارة في كلمتها التي القاها الوزير المفروض؛ أنه بالنيابة عن الرئيس الدستوري لجمهورية فنزويلا البوليفارية، نيكولاس مادورو موروس، والحكومة البوليفارية والشعب الفنزويلي، أعرب لكم عن خالص امتناني لحضوركم الكريم وكما أشار الرئيس نيكولاس مادورو، في 9 ديسمبر، احتفلنا بفخر بوليفاري كبير بالذكرى المئوية الثانية لمعركة أياكوتشو، تلك الملحمة البطولية التي وقعت في بامبا دي لا كينوا، في بيرو، حيث قام جيش التحرير لدينا، بقيادة المارشال العظيم أنطونيو خوسيه دي سوكري، بتحريرأمريكا بشكل نهائي من الاستعمارالإسباني. وكان هذا الإنجاز التاريخي بمثابة علامة فارقة هامة في تاريخ البشرية.
وكما أوضح وزير الخارجية إيبان خيل، احتفلنا قبل أسبوع بمرور 200 عام على لحظة أساسية في النضال من أجل استقلال أمريكا الجنوبية والتي أدت إلى نهاية الاستعمار الإسباني في القارة. ولذلك، دعونا نشيد بصدق بأولئك الأبطال الذين صاغوا، بالتضحية والتصميم، مستقبلًا من الحرية والسيادة لدول أمريكا اللاتينية، حيث يمثل إرثهم كنزًا لا يقدر بثمن فيما تقع على عاتقنا جميعًا مسؤولية حمايته والدفاع عنه.
لقد ولد سيمون خوسيه أنطونيو دي لا سانتيسيما ترينيداد بوليفار إي بونتي بالاسيوس إي بلانكو في 24 يوليو 1783 في مدينة كاراكاس بفنزويلا. وُلِد في عائلة أرستقراطية من أصل إسباني، وكان والداه هما السيد خوان بيسنتي بوليفار إي بونتي والسيدة ماريا دي لا كونسيبسيون بالاسيوس إي بلانكو.
يعد سيمون بوليفار، والد وطن جمهورية فنزويلا البوليفارية، بطلاً أساسيًا في تحرير قارتنا الأمريكية ضد الإمبراطورية الإسبانية آنذاك، وقد مكنته شجاعته وقيادته العسكرية من تحقيق استقلال ست دول في أمريكا الجنوبية بنجاح باهر وهي: بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، والبيرو، وفنزويلا. لقد حافظ بالتزام راسخ وإرادة ثابتة على أنبل قضية يتطلع إليها كل إنسان ألا وهي الحرية.
وحرص الوزير المفوض على التأكيد أنه بعد عقدين من النضال المتواصل في العملية التي بدأت عام 1810 من أجل كرامة وعظمة واستقلال أمريكا اللاتينية، وبعد حياة لا تُنسى حافلة بالإنجازات والأمجاد، فإن الأحداث التي وقعت عام 1830 ، بتحريض من الجماعات الانفصالية ضد النموذج البوليفاري للاتحاد من أجل خلق أمة عظيمة وتعزيز نجاح ثورات الاستقلال الإسبانية الأمريكية، قادت المحرر سيمون بوليفار إلى إعلان اعتزاله الحياة السياسية في كولومبيا الكبرى.
وأوضح سيادته أنه عقب انتهاء حملته العسكرية الأخيرة في الجنوب، عاد في مطلع عام 1830 إلى بوجوتا لإنشاء الكونجرس التأسيسي الجديد ومواجهة الاضطرابات في فنزويلا والحركات المعارضة في غرناطة الجديدة. وللأسف، استقال المحرر، الذي أصبح في حالة مرضية أكثر سوءاً، من منصبه كرئيس لكولومبيا الكبرى وبدأ رحلته إلى ساحل البحر الكاريبي. وقد دمره بشدة خبر اغتيال المارشال العظيم، أنطونيو خوسيه دي سوكري، الذي نُقل إليه في قرطاجنة دي إندياس. كان بوليفار يخطط للذهاب إلى أوروبا، لكن وفاته حدثت في سان بيدرو أليخاندرينو، وهي مزرعة تقع بالقرب من سانتا مارتا، في 17 ديسمبر 1830. وقبل ذلك بأيام، في 10 ديسمبر، ألقى بوليفار خطابه الأخير لمواطنيه، متضمنًا رسالة ملهمة عن السلام والوحدة، أقتبس منه:
وذكر أجزاء من الخطاب الأخير لـ "المحرر سيمون بوليفار".
" لقد رأيتم جهودي لرفع راية الحرية حيث كان يسود الطغيان فيما مضى. لقد عملت بإيثار، وتخليت عن ثروتي وراحتي. تنحيت عن الحكم حين أقتنعت أنكم تشككون في أنني أعمل دون السعي لمصلحة ذاتية. أساء أعدائي استغلال سذاجتكم وأساءوا إلى أقدس الأشياء عندي؛ سمعتي وحبي للحرية. لقد كنت ضحية مضطهديني، الذين دفعوا بي إلى أبواب اللحد. وأنا أسامحهم.
وبينما اختفي من بينكم، تحدثني عاطفتي بأنني يجب أن أفصح عن أمنياتي الأخيرة. لا أطمح إلى أي مجد آخر سوى توحيد كولومبيا. عليكم جميعاً أن تعملوا من أجل مصالح الاتحاد النفيسة: تطيع الشعوب حكوماتها الحالية حتى تتحرر من الفوضى، يوجه رجال الدين صلواتهم إلى السماء، يستخدم العسكريون سيوفهم في الدفاع عن الضمان الاجتماعي.
أيها الكولومبيون! إن دعواتي الأخيرة هي ان تتحقق سعادة الوطن. وإذا كان موتي سيساهم في إيقاف الفرقة وترسيخ الاتحاد، فسأنزل إلى القبر في هدوء. "
وحرص الوزير المفوض على توضيح أن عبقرية وفكر المحرر سيمون بوليفار تبرز في التطور التاريخي لقارتنا الأميركية. إن شجاعته ونزاهته وقيادته ورؤيته الواضحة للمستقبل هي جزء من إرثه الذي ينتقل من جيل إلى جيل وتعزز مهمته العظيمة البارزة: تحرير وتأسيس حياة مدنية لست دول مستقلة واليوم نبقى متحدين ومفعمين بالأمل في بناء مستقبل أفضل.
واختتم كلمته بأنه وجميع المخلصين يشيدوا بالعمل الخالد الذي قام به سيمون بوليفار، محرر قارتنا الأمريكية، ونزاهته الأخلاقية وقيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولي، التي توجه دبلوماسيتنا السلمية البوليفارية وتعمل كدليل يرشدنا نحو مسار مستقل وحر وسيادي لجمهورية فنزويلا البوليفارية. في هذا التاريخ، نجدد نحن الفنزويليين التزامنا بمبادئ الحرية والاستقلال الموروثة عن والد الأمة.
وجه الرئيس نيكولاس مادورو دعوة إلى وحدة الشعب الفنزويلي ومقاومته، نظرا لأن شعب فنزويلا، يحظى باندماج مثالي بين الشعب والجيش والشرطة، حيث سينتصر على طريق السلام وسيسود الدستور، وكما فعل والد الأمة في خطابه الأخير، يدعونا إحياء الذكرى المئوية الثانية لمعركة أياكوتشو إلى الوحدة، وإلى تحرير جديد لقارتنا الأمريكية.
وبالنيابة عن السفير ويلمر بارينتوس، أعرب عن امتناني لحضوركم الكريم وحسن استماعكم.
شكراً جزيلاً!
يحيا تاريخ أياكوتشو!
يحيا المارشال العظيم سوكري!
يحيا بوليفار!
يحيا الوطن العظيم، قارتنا الأمريكية
التعليقات الأخيرة