د. نادر على
من المعروف أن الحضارة المصرية القديمة تعتبر واحدة من أقدم وأعظم الحضارات في تاريخ البشرية. لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن آثار هذه الحضارة العظيمة ليست محصورة في مصر فقط، بل تنتشر في كل أرجاء العالم، حيث توجد مئات الآلاف من القطع الأثرية في المتاحف العالمية.
هل تتخيل حجم هذه الآثار خارج حدود مصر؟ يمكن لمعظمنا أن يتصور أن بعضها موجود في المتحف البريطاني أو في متحف واحد أو اثنين آخرين. لكن الحقيقة أكثر إثارة. الآثار المصرية تجد مكانًا لها في متاحف عالمية من لندن إلى نيويورك، ومن باريس إلى موسكو.
إليك بعض الأرقام التي قد تفاجئك:
المتحف البريطاني في لندن يحتوي على أكثر من 100 ألف قطعة.
المتحف المصري في برلين بألمانيا يضم حوالي 80 ألف قطعة.
متحف بتري في المملكة المتحدة يحتوي أيضًا على حوالي 80 ألف قطعة.
متحف اللوفر في باريس به حوالي 50 ألف قطعة.
متحف الفنون الجميلة في بوسطن، الولايات المتحدة يضم حوالي 45 ألف قطعة.
وهناك العشرات من المتاحف الأخرى التي تضم مجموعات ضخمة من الآثار المصرية، مثل المتحف المتروبوليتان في نيويورك، متحف كيسلي في الولايات المتحدة، ومتحف الشرقي في شيكاغو، بالإضافة إلى العديد من المتاحف في ألمانيا والمملكة المتحدة.
لكن، في الوقت الذي تحتفظ فيه هذه المتاحف العالمية بآثارنا، نجد أن مصر قد فقدت جزءًا كبيرًا من هذا التراث الثمين. صحيح أن هناك جهودًا كبيرة للحفاظ على الآثار الموجودة داخل مصر، إلا أن العديد من القطع الأثرية ظلت مختفية أو تم تهريبها على مر العصور.
العديد من المصريين يرون في ذلك فقدانًا مهمًا لهويتهم وثقافتهم، ويشعرون أن هذه الآثار هي جزء من تاريخهم الذي يجب أن يُحتفظ به في وطنهم.
لذلك، يبقى السؤال: هل كانت مصر حقًا قادرة على الحفاظ على تاريخها القديم؟ أم أن القصة طويلة ومعقدة، بدءًا من الاستعمار وصولًا إلى الأزمات السياسية والاقتصادية التي مرّت بها البلاد؟
وفي النهاية، تبقى آثار مصر في الخارج شهادة حية على عظمة هذه الحضارة، وتذكيرًا لنا بضرورة الحفاظ على ما تبقى من هذا الإرث التاريخي في بلادنا.
التعليقات الأخيرة