add image adstop
News photo

حادث مأساوي في ديروط: انقلاب ميكروباص في ترعة الإبراهيمية و14 ضحية ومفقود

سماح إبراهيم 

 

 

 

في ساعات مبكرة من يوم الإثنين 9 ديسمبر 2024، اهتزت مدينة ديروط بمحافظة أسيوط على وقع حادث مأساوي ترك أثرا عميقا في نفوس الأهالي. فقد انقلب ميكروباص كان يحمل 14 راكبًا في مياه ترعة الإبراهيمية، ليلقي بهم في براثن الموت والدمار. الحادث الذي وقع بالقرب من موقف السيارات الرئيسي في ديروط، أودى بحياة العديد من الأشخاص، وأدى إلى إصابة آخرين، بينما لا يزال مصير بعض الركاب مجهولًا.

 

تفاصيل الحادث

 

بدأت الحادثة عندما غادر الميكروباص موقف سيارات ديروط، مكتظًا بالركاب، متجهًا نحو طريق ضيق يوازي ترعة الإبراهيمية. بحسب شهود عيان كانوا بالقرب من المكان، فإن السائق كان يقود بسرعة زائدة دون مراعاة للظروف المحيطة. وفي لحظة غير متوقعة، فقد السائق السيطرة على السيارة، ما أدى إلى انحرافها بشكل مفاجئ عن الطريق، وسقوطها مباشرة في مياه الترعة.

 

مشهد مأساوي على ضفاف الترعة

 

وسط أصوات ارتطام السيارة بالماء وصرخات الركاب، هرع الأهالي الموجودون في المنطقة المجاورة إلى مكان الحادث لمحاولة إنقاذ الناجين. ومع بدء السيارة في الغرق، كانت المياه تبتلعها بسرعة، مما زاد من تعقيد مهمة الإنقاذ. بحسب أحد رجال الإنقاذ الذين شاركوا في العملية، قال: "المشهد كان مرعبًا. المياه غطت السيارة بالكامل، وكان الظلام يزيد الأمور صعوبة. لكننا حاولنا جاهدين العثور على الناجين".

 

حكاية شجاعة ونجاة

 

من بين الركاب، كانت هناك أم تحاول إنقاذ طفليها الصغيرتين. في لحظة من الشجاعة، تمكنت الأم من دفع الطفلتين خارج النافذة قبل أن تبتلع المياه السيارة بالكامل. تم إنقاذ الطفلتين من قبل الأهالي، بينما بقيت الأم محاصرة داخل المياه. وفقًا لأحد رجال الإنقاذ، كان المشهد مروعًا، حيث كانت الطفلتان تبكيان على الشاطئ بينما كانت والدتهما لا تزال محاصرة داخل السيارة التي غرقت في العمق.

 

ضحايا ومصابون ومفقودون

 

حتى الآن، تمكنت فرق الإنقاذ النهري من انتشال 4 أشخاص، بينهم جثتان لشخصين فارقا الحياة، إضافة إلى طفل وشاب تم إنقاذهما. تم نقل الطفل والشاب إلى مستشفى ديروط المركزي لتلقي العلاج، حيث وصفت حالتهما بأنها مستقرة. لكن على الرغم من كل الجهود، لا يزال هناك ركاب مفقودون يُعتقد أنهم عالقون في عمق المياه. عمليات البحث مستمرة، لكن الظروف الصعبة وعمق الترعة تجعل من الصعب الوصول إلى هؤلاء الركاب.

 

المحاولات المستمرة للإنقاذ

 

أكد الأهالي الذين شاركوا في عملية الإنقاذ أن الظروف كانت قاسية للغاية. "لقد حاولنا جاهدين العثور على الناجين وسط المياه المتلاطمة، لكن الظلام الكثيف في المنطقة جعلنا نواجه صعوبة كبيرة"، قال أحدهم. ورغم هذه الصعوبة، استمرت عمليات الإنقاذ بمشاركة فرق الإنقاذ النهري وقوات الأمن، الذين عملوا بكل ما لديهم من معدات للوصول إلى المفقودين.

 

تداعيات الحادث وفتح التحقيقات

 

الحادث لم يقتصر على كونه مأساة إنسانية فحسب، بل أثار أيضًا تساؤلات حول أسباب الحادث وظروف قيادة السيارة. وفتحت السلطات المحلية تحقيقًا موسعًا للكشف عن الأسباب التي أدت إلى هذا الحادث، بما في ذلك التحقيق في حالة السائق والتأكد من وجود أي عوامل قد تكون تسببت في فقدان السيطرة على الميكروباص.

 

ختامًا

 

يبقى حادث ميكروباص ديروط واحدًا من أكثر الحوادث المرعبة التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، ويعكس مدى هشاشة الحياة الإنسانية في لحظات التوتر والفزع. في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ جهودها للعثور على المفقودين، يظل السؤال الأبرز: هل كان يمكن تجنب هذا الحادث؟ وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لضمان سلامة المواطنين في مثل هذه الظروف؟

 

 

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى