بقلم / غادة العليمى
تذكرت نفسي وانا اتطلع فيها وانظر نحوها اراقبها حنين وشفقه
حنين لعمرها الصبى وشفقة عليها مما ينتظرها على ناصية الايام
اراقب خطواتها الواثقة وضحكة عينيها البريئة بتنورتها الزرقاء وقميصها النقى الابيض الذى كنت ارتديه قبل ربع قرن من الزمن
كنت ارتدى مثل تنورتها وانتعل حذاء كحذائها واحمل فى قلبى احلامها وينام فى عينى مثلها شغف محموم للحياة بكل ما فيها وما اتمنى ان يكون فيها كنت طموحه عجوله متعجله
اتطلع فى كل من حولى بعينى وقلبى ابحث عن حلمى متجسد فى احد المارات امامى .. ارى امرأة انيقة رشقيه فأبتسم فى سرى واقول سأكون مثلها يوما ما
أقرأ عن قصة سيدة ناجحة فى اى مجال فأقول سأنجح مثلها يوما ما
اشاهد اسرة سعيدة فى سياراتها فأقل لنفسي سأكون اسرة جميلة مثلها يوما
امر امام بوابه بنايه جميلة فألمح احداهن فى ڤراندة بيتها فأعد نفسى بأننى سيكون لى يوم بيت وڤراندة فى بناية جميلة مثلها يوما
وحين ارى احد السيدات المتعبات ادير وجهى وانزعج كثيرا واقول ،، ترا ماذا صنعت الايام بتلك المرأة المثيرة للشفقة التى ابدا لن اكون مثلها ابدا
وحين احضر احد الاعراس التى تجتمع فيه النساء اجدنى استكشف قلوب النساء من وجوههن وتشتعل فراستى فى نفسي فألمح من خلف المساحيق وجه شقى ووجه سعيد واعرف الفرق بوضوح
واشير بأصابع قلبى من بعيد سأكون مثل هذه لكنى ابدا لن اكون مثل هذه
وبعد عقود وسنوات واحداث ومعارك وصراعات وبعد ان صرت من احدى السيدات المارات بنفس الشارع مع فارق العمر تذكرت نفسي اليوم فجاءة وانا امر منهكه فى طريقى لعملى بجانبها فتاة فى نفس العمر تحمل نفس النظرة تبحث عن نفس الحلم
اظنها رأتنى واظنها حدثت نفسها عنى
لكنى لا اعرف ماذا قالت
ولا احب ان اعرف
التعليقات الأخيرة