add image adstop
News photo

الحقيقة المغيبة: ابن وحشية أول من فك رموز الهيروغليفية وليس شامبليون

د. نادر على 

 

في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، يُعتقد أن الفرنسي جان فرانسوا شامبليون هو أول من فك رموز اللغة الهيروغليفية، وذلك بعد أن اكتشف مفتاح فك الشفرة عبر حجر رشيد عام 1822م. ولكن الحقيقة، التي يجهلها الكثيرون، هي أن العلم الذي أسهم في فك شفرة الكتابة المصرية القديمة يعود إلى العالم المسلم أبو بكر أحمد بن وحشية النبطي، الذي عاش في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي).

 

ابن وحشية، الذي وُلد في قيسين بالقرب من الكوفة بالعراق، كان عالماً موسوعياً في مجالات الكيمياء والفلك واللغويات. وقد أثبت من خلال كتابه الشهير "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام"، الذي نُشر لأول مرة عام 930م، أن الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية، مما يعني أنها كانت تمثل أصواتاً وليس مجرد صور. وهذا الاكتشاف سبق بعصور طويلة ما قام به شامبليون في بداية القرن التاسع عشر.

 

في كتابه، قام ابن وحشية بتحليل وفك شفرة 89 لغة قديمة، بما في ذلك اللغة الهيروغليفية، وذلك باستخدام مبدأ الصوتية في الكتابة. وقد ساهم هذا الاكتشاف في فهم أعمق للغة المصرية القديمة والرموز التي استخدمها الفراعنة في مخطوطاتهم. بل إن المستشرق النمساوي جوزيف هامر نشر ترجمة إنجليزية لكتاب ابن وحشية في لندن عام 1806، أي قبل أن يعلن شامبليون اكتشافه.

 

وعلى الرغم من هذا، ظل اسم ابن وحشية بعيداً عن الأضواء، وتُسجل في التاريخ الغربي نجاحات شامبليون في فك الشفرة الهيروغليفية. وقد أثار هذا العديد من التساؤلات حول ما إذا كان شامبليون قد اطلع على أعمال ابن وحشية قبل أن يصل إلى اكتشافه الخاص. هذا الموضوع يظل موضوعاً مثيراً للجدل بين المؤرخين والمستشرقين.

 

باختصار، ابن وحشية ليس مجرد عالم قديم، بل كان رائداً في مجال فقه اللغات القديمة. ولذا، فإن تكريمه والاعتراف بإنجازاته في هذا المجال أمر واجب لتصحيح الصورة التاريخية حول من كان له الفضل الأول في فك رموز اللغة الهيروغليفية.

 

 

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى