كتب د. نادر على
في خطوة عاجلة للتخفيف من تداعيات الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد، أعلنت الحكومة الإسبانية اليوم الثلاثاء عن تخصيص حزمة مساعدات ضخمة بقيمة 10.6 مليار يورو لمساعدة المتضررين. وأكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن هذه الحزمة تعد الأكبر من نوعها، حيث يتم تقديم مساعدات مالية للمنازل المتضررة، تتراوح من 20 ألف إلى 60 ألف يورو، إلى جانب دعم إضافي للقطاعين الحكومي والخاص لمساعدتهم على استعادة نشاطهم.
سانشيز قارن بين تدابير الإغاثة الحالية وتلك التي تم اتخاذها خلال جائحة كوفيد-19، مشيراً إلى ضرورة مساعدة الاتحاد الأوروبي في دعم تكاليف الإغاثة، في ظل الحاجة المستمرة لتوفير مواد أساسية للمواطنين في المناطق المنكوبة. وأضاف أن "العمل المتبقي كثير، والضرر هائل، لكننا ملتزمون بإعادة بناء ما دمرته الفيضانات".
من جهة أخرى، ما زال العديد من سكان المناطق المتضررة يعانون من نقص في السلع الأساسية، وسط مشاهد من الدمار التي تشمل طوابير طويلة أمام أماكن توزيع الطعام، وعودة المياه الجارية التي أصبحت غير صالحة للشرب. كما أضافت تقارير من وكالة أسوشيتد برس أن العديد من السيارات والمركبات جرفتها المياه أو أصبحت محاصرة في الطين، مما يزيد من تعقيد عمليات البحث والإنقاذ.
وفي استجابة لهذه الكارثة، تعمل الآلاف من فرق الإنقاذ من الشرطة والجيش، جنباً إلى جنب مع المتطوعين المحليين، لإزالة الأنقاض، وإنقاذ الجرحى، ومواجهة التحديات الصحية الناتجة عن الطين والدمار، مثل تحذيرات من انتشار الأمراض المعدية.
ورغم استجابة السلطات السريعة، إلا أن مشاعر الإحباط والتوتر بين السكان المحليين بلغت ذروتها مع الاحتجاجات التي جرت في بايبورتا، حيث ألقى البعض الطين والأشياء الأخرى على المسؤولين الحكوميين أثناء زيارتهم للمنطقة.
تعد هذه الفيضانات واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ إسبانيا الحديث، ويأمل المسؤولون أن تساعد المساعدات الطارئة في تخفيف معاناة المتضررين والبدء في إعادة بناء المناطق التي دمرتها المياه.
التعليقات الأخيرة