كتب د. نادر على
تنطلق اليوم الثلاثاء، انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، في سباق غير مسبوق بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، والرئيس السابق دونالد ترامب. وسط أجواء انتخابية متوترة، يشهد السباق تقاربًا شديدًا في الاستطلاعات، مما يزيد من تعقيد التوقعات حول هوية الفائز. في هذه الانتخابات، تبرز أربعة قضايا رئيسية على رأس أولويات الناخبين، وهي الاقتصاد، الإجهاض، الديمقراطية، والهجرة.
ترامب وكامالا هاريس: شخصيات تتنازع على البيت الأبيض
يُعتبر دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الـ45، أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في السياسة الأمريكية. منذ أن أعلن عن ترشحه لأول مرة في عام 2015، نجح في جذب أنصار من الطبقات المحافظة، متبنيًا شعار "فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". ورغم تراجعه المالي في السنوات الأخيرة، يبقى ترامب أحد أكثر الشخصيات شعبية في الحزب الجمهوري، حيث يركز على قضايا مثل الهجرة وإعادة فرض السياسات الاقتصادية التي تعزز الصناعة الأمريكية.
في المقابل، تُمثل كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن، رمزًا للتنوع والتمكين. فهي أول امرأة من أصل أفريقي وآسيوي تشغل هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة. وبينما حققت هاريس نجاحًا ملحوظًا في سناتور كاليفورنيا، فقد نجحت في ترك بصمة قوية على الساحة السياسية الأمريكية خلال فترة عملها في مجلس الشيوخ.
القضايا الرئيسية التي تؤثر على الناخبين الأمريكيين
الإجهاض:
يشكل الإجهاض أحد أبرز القضايا التي تشغل الناخبين في انتخابات 2024، خاصة بعد إلغاء المحكمة العليا الأمريكية لقضية "رو ضد وايد" التي كانت تضمن حق النساء في الإجهاض. هذا التغيير التشريعي دفع العديد من الولايات، خصوصًا ذات الأغلبية الجمهورية، إلى فرض حظر على الإجهاض. تدافع كامالا هاريس عن حقوق النساء في اختيار مصيرهن، بينما حاول ترامب التقليل من شأن القضية مؤكدًا أنها مسألة تتعلق بحقوق الولايات.
الديمقراطية:
تعد الديمقراطية الأمريكية مهددة بحسب الكثير من المراقبين، خاصة في ظل الأحداث التي تلت انتخابات 2020، مثل اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير. الديمقراطيون يحذرون من تهديد ترامب للمعايير الديمقراطية، بينما يدافع ترامب عن نفسه، مؤكدًا أن هناك محاولات لتقويض حرياته وحريات أنصاره.
الاقتصاد:
تظل القضايا الاقتصادية من أبرز محاور المنافسة بين ترامب وهاريس. في حين يصف ترامب الاقتصاد الأمريكي بأنه في حالة تدهور تحت قيادة بايدن، تسعى هاريس إلى تعزيز النمو من خلال تخفيضات ضريبية وزيادة الإنتاج المحلي. ورغم النمو الاقتصادي في ظل إدارة بايدن، إلا أن العديد من الأمريكيين يشعرون بالقلق حيال معدلات التضخم وأسعار السلع.
الهجرة:
لطالما كانت الهجرة موضوعًا محوريًا في خطاب ترامب، الذي يعارض بشدة سياسات الهجرة الليبرالية. في المقابل، تدافع هاريس عن إصلاح قانون الهجرة وتدعو إلى إقامة سياسات أكثر إنسانية، بما في ذلك حماية حقوق المهاجرين غير المسجلين.
الاستطلاعات: سباق متقارب للغاية
تؤكد استطلاعات الرأي أن السباق بين هاريس وترامب متقارب للغاية في الولايات الرئيسية المتأرجحة. وفقًا لآخر استطلاعات الرأي، يتقدم ترامب قليلًا في ولايات مثل أريزونا وجورجيا، بينما تتمتع هاريس بميزة في ميشيغان. هذه التقارير تُظهر أن الفوز في هذه الانتخابات قد يعتمد على أدق التفاصيل.
الخلاصة: سباق صعب التوقع
مع اقتراب يوم الانتخابات، يبدو أن السباق نحو البيت الأبيض في 2024 سيكون أحد أكثر السباقات إثارة في التاريخ الأمريكي الحديث. بين وعود هاريس الاقتصادية والسياسية، وتحديات ترامب التي تتعلق بالقضايا الوطنية، ستظل الأنظار مشدودة إلى هذا الصراع المحتدم.
التعليقات الأخيرة