غريب سعد
تقع مدينة ملوي على مسافة 45 كيلو مترا تقريبا جنوبا من المنيا ، وهي إحدى مدن محافظة المنيا يعرفها الكثيرون أنها إحدى أكبر مدن الصعيد التجارية، إلا أن ما يعرفه إلا قليلون أن هذه المدينة بضواحيها وقراها تحوي قصصا وحكايات ترجع لعصور تاريخية مضت، ما زالت آثاره باقية وما زال أهلها يحكون عنه فهذه المدينة يُقال إنها كانت تسمى "مرو" في العصور الفرعونية، ويعني محل البضائع ومع العهد القبطي، تحرف الاسم إلى "منلوي"، وأخيرًا استقر اسمها إلى "ملّوي" مع الفتح الإسلامي لمصر.
مدينة ملوي التي أطلق عليها أيضا (بلد البشوات) بها عدة قصور جميلة تعتبر آثارا إسلامية وعربية لها تراث خاص يميزها من بين جميع العقارات الأخرى مزخرفة بالجص والاربسك والمشربيات والجناين.. وأهم ما يميز هذه القصور الجميلة هي القباب والأبراج، وما يعتلي هذه القباب أو البروج الصغيرة من طيور مثل النسر أو الصقر، وهما يمثلان الرفعة والقوى والحرية وحدة البصر والهيبة.
يحكى المؤرخ ابن ملوي "محمود حسن السبروت" في مذكراته أن "ملوي" في الأربعينات والخمسينات كانت مدينة مرموقة ومزدهرة تتمتع بالقصور والتمدن والحضارة وبساكنيها من الباشاوات والبهوات والعلماء والنواب والمشايخ، شيدت بها مجموعة كبيرة من القصور التي لاتزال قائمة حتى يومنا هذا، وإن كان قد أصاب بعضها الإهمال وعدم الصيانة بعد أن هجرها أهلها.
ويقول المؤرخ إن قصور ملوي لها حكايات وتاريخ منها القصور القائمة إلى الآن ومنها ما تهدم واندثر.. ومنها :
قصر ذات القبتين للشيخ عبد الحكيم بك القاضي صاحب الفضل على مدينة ملوي برفع الظلم عنها والطغيان والتدمير في موقعة قتل "بوب" مفتش السجون البريطاني في 1919م. وكان هذا القصر ذا طابع خاص لم يكن مثله بملوي وكان القصر مليئ بالأشجار والنخيل (ذات البلح البريمو الأسود) على ناصية شارع ابن الحكم مع شارع أولاد الشيخ وتم هدم القصر في السبعينات.
ثم قصر حياة النفوس هذا المبنى الذي لايوجد مثله في ملوي فهو قصر بديع ذو التاج الملكي وشيده أمين بك توني الريدي عام 1905م تقريبا على الطراز الأندلسي وأهداه إلى زوجته حياة النفوس هانم بنت سيف النصر باشا أخت عرفان باشا وعبد المجيد باشا سيف النصر.
التعليقات الأخيرة